مصادر سياسية إسرائيلية: رد حماس الأخير أفضل من سابقه ويُنظر إليه بإيجابية في تل أبيب
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

قالت مصادر سياسية إسرائيلية إن الرد الجديد الذي قدمته حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة يُعد «أفضل من سابقه»، ويُنظر إليه بإيجابية من قبل الوسطاء وإسرائيل على حد سواء، ما يفتح الباب أمام استئناف المحادثات حول اتفاق محتمل لوقف الحرب.
ونقل موقع “واللا” العبري عن مصادر في تل أبيب أن الرد السابق لحماس رُفض من قبل الوسطاء العرب بسبب ابتعاده عن خطوط التفاهم المتوقعة، وهو ما دفعهم لعدم إحالته إلى الجانب الإسرائيلي. أما الرد الحالي، فرأى فيه الوسطاء “تقدماً ملموساً” يستحق النقاش.
ويقوم الفريق التفاوضي الإسرائيلي حالياً بدراسة رد حماس بتفاصيله، بهدف تحديد مدى إمكانية البناء عليه، فيما من المقرر أن يجري الفريق اليوم جلسة مشاورات حاسمة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاتخاذ قرار بشأن المسار المقبل للمفاوضات.
في السياق ذاته، يستعد الوزير الإسرائيلي المكلف بالمفاوضات، رون ديرمر، لعقد لقاء في العاصمة الإيطالية روما مع مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، حيث من المتوقع أن تتركز المباحثات على آليات دفع المفاوضات قُدماً، بالتنسيق مع الإدارة الأميركية.
أبرز ما تضمنه رد حماس
وتضمن رد حماس تعديلات على بندين رئيسيين في المقترح المطروح، مع إبداء مرونة نسبية تجاه البنود الأخرى، مما يعكس تغيراً في موقف الحركة.
ومن أبرز التعديلات التي طالبت بها حماس:
إعادة انتشار قوات الاحتلال خلال فترة وقف إطلاق النار المؤقتة، والمقررة لـ60 يوماً، بما يشمل انسحابها من المناطق المأهولة بالسكان ومحور صلاح الدين الحيوي الذي يربط شمال القطاع بجنوبه.
قبول حماس بوجود عسكري إسرائيلي محدود، شريطة ألا يتجاوز العمق 800 متر من الحدود الشرقية، ما يشير إلى رغبة الحركة في الحفاظ على خطوط فصل واضحة.
تغيير آلية توزيع المساعدات الإنسانية، بحيث تتولى الأمم المتحدة وحدها عملية الإشراف والتوزيع، بعيدًا عن صندوق المساعدات الأميركي الحالي.
جعل معبر رفح البري البوابة الرئيسية لإدخال المساعدات، وضمان بقائه مفتوحًا بشكل دائم في كلا الاتجاهين طوال فترة وقف إطلاق النار.
الموقف الإسرائيلي والتباين حول التفاصيل
من جهتها، تميل إسرائيل – وفق مصادر عربية – إلى قبول مبدأ الانسحاب الجزئي من بعض مناطق القطاع خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، بحيث يتم سحب القوات لمسافات تتراوح بين 1 إلى 1.2 كيلومتر من الحدود في بعض المناطق، على أن يُستكمل الانسحاب الكامل في المرحلة التالية من اتفاق إنهاء الحرب.
لكن الخلاف ما زال قائماً بشأن آلية توزيع المساعدات، حيث تتمسك إسرائيل ببقاء جزء من مجمعات صندوق المساعدات الإنسانية الأمريكي، والذي يتلقى يوميًا نحو 300 شاحنة، في حين تدخل 200 شاحنة أخرى عبر مؤسسات دولية. وتعارض حماس هذا التوزيع، بينما يواصل الوسطاء الضغط لتقريب وجهات النظر.
الضمانات والضغط الأميركي
وتبقى الفجوة الأبرز في المفاوضات متعلقة بالضمانات المتبادلة لإنهاء الحرب بشكل دائم. وأفادت مصادر مطلعة أن الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على نتنياهو ساهمت في تعزيز الخطاب الإسرائيلي تجاه قبول تسهيلات أكبر في ملفات المساعدات والانسحاب، بما يمهد الطريق لتسوية قابلة للتحقق.





