مصدر للخامسة: الاحتلال يفرض مسارات خطرة ويمنع تأمين قوافل الإغاثة

الاحتلال يفرض مسارات خطرة ويمنع تأمين قوافل الإغاثة.. أكد مصدر مسؤول في مجال العمل الإغاثي بقطاع غزة، أن المؤسسات الإنسانية تبذل جهودًا مكثفة لتأمين وصول شاحنات المساعدات إلى مخازنها، تمهيدًا لتوزيعها بشكل عادل وشفاف على المواطنين، وسط انهيار شامل في الوضع الإنساني، وتفاقم غير مسبوق لأزمة الجوع بسبب الحصار والعدوان المستمر.

وأوضح المصدر، في تصريحات خاصة لشبكة الخامسة للأنباء، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمّد فرض مسارات مزدحمة وغير آمنة لمرور قوافل الإغاثة، كما تحدد نقاط تواجد الفرق واللجان المحلية مسبقًا في مواقع متأخرة أو بعيدة عن مناطق الخطر، ما يتيح المجال للعصابات والمسلحين لاعتراض الشاحنات ونهبها قبل وصولها إلى الجهات المسؤولة عن التوزيع.

وأشار إلى أن الاحتلال لا يكتفي بتقييد حركة المساعدات وتأخيرها، بل يرفض تقديم أي تنسيق فعلي مع الجهات الدولية والمحلية العاملة في الميدان، مستغلًا ملف الإغاثة كورقة ضغط سياسية، متجاهلًا حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.

وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن ما يجري في غزة لا يُعبّر عن عجز في إدخال المساعدات، بل يعكس تنفيذًا متعمدًا وممنهجًا لما يمكن تسميته بـ”هندسة الفوضى”، حيث يُدار الجوع بعناية، وتُوزّع الفتات وفق ميزان سياسي قذر، يهدف إلى إبقاء السكان على حافة الموت دون تجاوزها، في إطار سياسة ضغط لا تقل فتكًا عن القصف والتدمير المباشر.

إنها جريمة ممنهجة؛ إذ تحوّل التجويع إلى أداة حرب تُستخدم لإخضاع السكان وإضعاف صمودهم، وسط صمت دولي مخزٍ، وتواطؤ غير مباشر من بعض الأطراف الدولية.