مصطفى ابراهيم: نتنياهو واعادة ترويض قادة الجيش
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
يبدو أن رئيس حزب الليكود ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي أعلن عن تعليق تشريعات الخطة القضائية في الكنيست، الى ما بعد الاعياد اليهودية، وفتح حوار بين الاطراف السياسية، لن يتراجع عن الاستمرار في خطة الاصلاح القضائي.
وتشير الأمور إلى عدم حدوث أي تقدم في المحادثات، و إن الحكومة متمسكة في تقديم خطتها واحداث التغيرات التي وضعتها.
وعلى الرغم من أن قادة الاحتجاجات أعلنوا، أنهم لا يثقون بإعلان نتنياهو تعليق التشريعات، ويقولون إن نتنياهو يخدع الجمهور وأنه ليس معنيا بالتوصل إلى تسوية حول الخطة التي ستكون في صالحه للتخلص من محاكمته في حال نجاحها.
وعلى إثر تدهور الأوضاع الأمنية واطلاق الصواريخ من لبنان، والتحذيرات الأمنية المستمرة من قادة الجيش والاجهزة الامنية، والتي تؤكد على حدوث عمليات وتصعيد اكبر خلال الايام القادمة، وفي ظل اقتحامات اليهود المتطرفين وأمناء جبل الهيكل للمسجد الاقصى.
اضطر نتنياهو إلى تعليق الإقالات الى وقت لاحق. قد يكون ذلك بسبب الخوف من رد فعل غاضب آخر من الجمهور الاسرائيلي المعارض، والاحتمال لعودة احتجاجات جنود الاحتياط الذين عادوا لتطوعهم في جميع وحداتهم المختلفة بعد تأجيل الخطة.
حتى الآن ما زال وزير الامن يوآف جالانت معلقاً وبأجنحة مقصوصة، وما زال سيف الفصل فوق رأسه، ويظل جالانت وزيرا مؤقتا للدفاع، ومن الواضح أن نتنياهو يفضل التخلص منه، ويعتبر تصريحه للصحافة خطأً فادحاً، وربما يكون قد تمكن من تمرير التغييرات في القانون الأساسي.
وزير الامن الاسرائيلي يوأف جالانت وتحت تأثير قادة الجيش اضطر إلى اتخاذ موقف وعقد مؤتمرا صحافيا تحدث خلاله عن الأضرار الأمنية والسياسية لخطة إضعاف جهاز القضاء. يواف جالانت، يُنظر إليه على أنه مخلص للنخبة العسكرية التي عارضت الإصلاح بشدة، واتُّهم بحماية الآلاف من الطيارين وغيرهم الذين أعلنوا أنهم لن يخدموا في ظل الدكتاتورية.
أول أمس نشرت صحيفة هارتس ان نتنياهو خصص خلال الأيام التي سبقت عشية عطلة الفصح لسلسلة زيارات لمختلف الأجهزة الأمنية. واستعداداً لاستمرار الانقلاب، يريد نتنياهو إعادة ترويض الجنرالات في الجيش الإسرائيلي. وقد يكون التصعيد في الشمال وغزة والضفة الغربية أفسد خططه مؤقتاً.
وتم تداول مقطع فيديو من زيارته لمقر هيئة الأركان العامة للجيش، وشوهد جالانت فيه يهنئ نتنياهو، بينما يتجاهله الأخير ، وبعد ذلك هنأ نتنياهو الجنرالات على مساهمة الجيش الإسرائيلي في أمن البلاد.
وبحسب هآرتس تلقى رئيس الأركان والجنرالات محاضرة طويلة، بعضها بنبرة توبيخ. وكان الكثير من غضب نتنياهو موجهًا لاحتجاج الاحتياط، وسبق له أن وجه في خطاباته انتقادات شديدة وقوله أن القيادة العليا للجيش الإسرائيلي لا تفعل ما يكفي لمحاربة ما يصفه بالتردد. وانتقد نتنياهو الجنرالات بالقول أنتم جيش يكلف (الدولة) 70 مليار شيكل سنوياً، وقد تسببتم باضرار للحكومة، هذا غير ممكن. لا يوجد شيء مثل ما يفعلونه جنود الاحتياط، كما يحلو لهم.
وقبل حوالي أسبوعين، قال نتنياهو إنه يطالب المؤسسة الأمنية بمواقف حازمة ضد الرفض، وإن الاستسلام للمتردد خطر رهيب على إسرائيل، لأن الدولة لا يمكن أن توجد بدون الجيش الإسرائيلي. لن تكون هناك دولة. ولا مجال للتردد في الخطاب العام، دولة تريد الحياة لا تستطيع أن تتحمل مثل هذه الظواهر ولن نتحملها.
ووجه نتنياهو الاتهامات للجيش، وأشار إلى الخلاف السياسي حول النظام القضائي، واسكت أحد الجنرالات الذين حاولوا معارضة الاتهامات ضد جنود الاحتياط.
لم يتدخل غالانت، الذي حصل على تخفيض مشروط في عقوبته قبل يوم واحد فقط وتم تجميد إقالته.
وشبه نتنياهو الأزمة في إسرائيل بالمظاهرات العاصفة التي تجري في فرنسا، احتجاجاً على خطط الرئيس إيمانويل ماكرون لإجراء تغييرات في سن التقاعد. وقال لماذا لا يفكر الجيش في الإضراب؟ بالمناسبة الجيش في فرنسا هيئة مهنية، وهو لا تعتمد على الخدمة الإلزامية للشباب ولا تعتمد على دافع جنود الاحتياط الشخصي للإبلاغ عن الخدمة كما في إسرائيل.