مقالات الخامسة

مطلوب تسويات صعبة ومؤلمة وليس قيادات تعيد تدوير المشاكل

بقلم د. ناصر اللحام

دائما تبدأ المشكلة حين يعتقد أي شخص انه يحب فلسطين أكثر من الاخرين ، ويقوم بتعيين نفسه ضميرا للوطن وحارسا لأحلام الأجيال وأفكار الاخرين . هنا يبدأ خط انتاج المشاكل التي لا نهاية لها . لأنه لا يوجد أي اثبات علمي يعطي هذا القائد الحق فيما يقول ، وانه الأبهى والأدهى في حب الوطن بينما الآخرين مجرد هواة !!

لذا أبدأ مقالتي بأن افترض ان كل فلسطيني على وجه الأرض هو اكثر حرصا واخلاصا مني على فلسطين وأهلها ، وانني يجب ان اجلس واصغي لرأيه قبل ان ادافع عن افكاري التي ازهو بها وأعتبرها انها ثمرة حرص وإخلاص للوطن .

لدينا ثلاث مشاكل طارئة ( أزمات خطيرة ومعقدة ) ومحددة ولا خجل من ذكرها :

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

– وقف العدوان على فلسطين وعلى الفلسطينيين في غزة وفي الضفة الغربية والقدس

– إعادة اعمار قطاع غزة المنكوب المدمر

– تنصيب قيادات مهنية مشهود لها بالمهارة والقدرة محليا دوليا وعربيا لإدارة الجهود من خلال حكومة انقاذ تسبق افعالها اقوالها وليس العكس .

وقد ورد اسم رجل الاعمال الفلسطيني بشار المصري في الصحافة العبرية اكثر من مرة على انه رجل مؤثر في القرار الأمريكي ( هو يحمل الجنسية الامريكية مثل معظم قيادات الشعب الفلسطيني ) . وقد تحدثت معه حول الامر واتضح لي انه لا يبحث عن منصب او نفوذ او كاميرات للشهرة ، وانما هو يعبر عن حبه لفلسطين وقدرة تأثيره على بعض المستشارين بطريقته اللائقة من خلال فتح القنوات مع الإدارة الامريكية .

انا شخصيا لا مانع عندي ان يقوم أي قائد او رجل اعمال بدوره في مساعدة النازحين ، بل واشكره علانية في كل مقال . وقلت لبشار موقفي الواضح وانشره هنا رغم رفضه الحديث للصحافة :

موقفي ان هناك مخططين واضحين لا ثالث لهما . الأول تهجير اهل غزة ، والثاني إعادة اعمار قطاع غزة وتسكين أهلها في منازلها.

كل الكلام المنمق وقصائد الشعر يبدو سخيفا وينحسر بلا قيمة امام هذين المخططين . وبالتأكيد نحن نرفض التهجير ورفضناه ، ويبقى المشروع الثاني وهو إعادة الاعمار بأسرع وقت وبحماية دولية وعربية .

لا يوجد تنظيم ، ولا قائد ، ولا دولة ، ولا حكومة تستطيع لوحدها إعادة اعمار غزة ، فقد تركت إسرائيل دمارا شاملا هناك . والحاجة ماسة للتعاون الكامل بين الدول وبين العرب وبين التنظيمات من اجل إعادة الاعمار .

ومن الواضح للجميع ان أموال إعادة الاعمار لن تصل الى غزة او الى لبنان قبل انجاز تسوية سياسية توافق عليها أمريكا وإسرائيل . وقبل الاتفاق على إدارة حكم متفق عليها سياسيا واداريا لا تشرع في العمل قبل التسوية السياسية .

منظمة التحرير تعتبر ان مفاوضة أمريكا حكرا عليها فهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني . وحماس ترى ان من حقها هي ان تفاوض أمريكا مباشرة متى ترى ذلك دون ان تنتظر موافقة المنظمة ، وربما تذهب لمفاوضة إسرائيل بشكل مباشر بعد ان فاوضتها لسنوات بشكل غير مباشر .

كل طرف ، وكل تنظيم ، وكل قائد ، وكل محلل سياسي ، وكل رجل دين ، وكل رجل اعمال .. يرى انه يحب فلسطين أكثر من الطرف الاخر حتى ضاعت فلسطين واغمي عليها من كثرة الحب والاحضان !!!

اتركوا فلسطين تختار .. واتركوا الشعب الفلسطيني يختار ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى