معادلة نتنياهو الإقليمية.. طريق غزة عبر طهران والعكس!
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كتب: حسن عصفور
عشية قيام دولة الفاشية اليهودية بضربتها الصاروخية التدميرية لإيران ييوم 13 يوينو 2025، خرج رئيس حكومتها نتنياهو بخطاب حدد به ملامح المرحلة القادمة التي يراها لشرق أوسط في زمن تهويدي، بعدما أشار إلى مجموعة “الأهداف الاستراتيجية” التي تحققت منذ بدء مؤامرة 7 أكتوبر 2023.
خطاب نتنياهو وضع حجر أساس لما راه بـ “النصر التاريخي” غير المسبوق منذ عام 1948، وبلا شك فهو لم يحيد الوصف بما تكمنت دولة اليهود الفاشية من استثمار الفعلة الحمساوية الأكتوبرية، لتعيد إحياء المشروع الاستعماري القديم بكل تطوراته اللاحقة، لتقسيم الإقليم وفقا للمصالح الاقتصادية المرتبطة للمرة الأولى بمصالح أمنية مشتركة بين دول عربية ودولة الكيان.
بعد أيام من الحرب على إيران، ورد الفعل الفارسي، بدأت تتضح أكثر عناصر المكون الأقليمي الجديد، بعيدا عن “القوة الإيرانية” التي لن تكون موجودة، بل ربما جوهر النظام “الديني” لن يتسمر، ما يحمل على فعل التحديث السياسي، وعودة لما كان قبل “التعاون” في تغيير النظام السابق، ما يفتح الباب واسعا لتعاون شمولي، وتزال كل “المطبات” أمام “اندماج” دولة الكيان في “تكتل” خاص.
مشهد كان بعضا من “خيال سياسي” قبل 7 أكتوبر 2023، خاصة بعدما تم محاصرة “الاندفاعة الأمريكية الإسلاموية” في دول عربية مختلفة، رغم تحقيقها نجاحات سابقة في العراق بالتعاون مع النظام الفارسي، الذي كان الفائز الأكبر باستبدال النظام السابق، لكن الطريق عاد سريعا، فما حدث خلال 19 شهرا، لم يتحقق للتحالف الاستعماري سابقا بفرض دولة الكيان على الترتيب الإقليمي.
وتدقيقا في مسار التطورات السياسية المترافقة مع مسار الحرب العسكرية، التي تقودها دولة الفاشية اليهودية، من المهم قراءة الربط المفاجئ بين مستقبل قطاع غزة والتطورات في طهران “رمزية إيران”، التي قد يراها البعض مسألة فنية عسكرية خاصة بمحور كانت حماس وتحالفها الفصائلي المحلي جزء منه، ولكن الجوهري هنا يفترق كثيرا مع تبسيط استخدام نتنياهو، ومؤستسه الإعلامية للربط بينهما.
خروج نتنياهو، وبعد 5 أيام فقط على بداية الضربة الصاروخية نحو إيران، بعيدا عن نتائجها المباشرة، لكنه كسر كل التقاليد ليعلن مبكرا عن الرؤية التغييرية الشاملة للمنطقة، حيث الدور الجديد لدولة الكيان، يبدأ رأسه من قطاع غزة، وينتهي في شواطئ الخليج، خريطة مصالح سياسية أمنية، تمثل العمق المركزي للفكرة التلمودية حول “ارض إسرائيل”، بتعديلات مرتطبة بتطورات المنطقة.
حديث نتنياهو عن طريق غزة طهران، هو تلخيص مكثف جدا للرؤية الصهيونية المستحدة حول المستقبل السياسي للإقليم ما بعد حرب إيران، وتأكيد أن فلسطين بكاملها باتت جزء من رؤية احتلالية يتم التعامل مع سكانها في الضفة والقدس كجزر خاصة، فيما قطاع غزة منطقة منفصلة إلى سنوات طويلة، تصبح عملية إعادة الإعمار السلاج المركزي لبقاء الانفصالية من جهة والسيطرة الأمنية الاحتلالية من جهة أخرى، دون الاهتمام كثيرا لـ”المنشطات الجانبية” حول الإدارة المدنية وشرطتها المحلية.
القضية المركزية، أن الغالبية الرسمية العربية، تتعامل مع الحرب الدائرة وكأنها “تصفية مركز قوة إيراني”، وليس حرب ترتيبات تغيير جذرية نحو خلق “عالم شرق جديد” يكون لدولة الكيان دورا مركزيا به، فإيران لم تكن يوما عقبة أمام المشروع الأمريكي السابق، بل كانت أكثر دول المنطقة استفادة من الدور الأمريكي، وتحديدا في العراق واليمن ولبنان وجزئيا سوريا وفي فلسطين عبر حكم انقسامي بقيادة حماس في قطاع غزة.
الحرب الاستحداثية الاستعمارية الراهنة، استخدمت “النووي الإيراني” ذريعة للعبور الكبير، نحو فرض هيمنة موسعة، كما استخدمت “فعلة حماس” كشرارة انطلاقة لهدفها الكبير.
تلك المسألة الجوهرية التي تستوجب الفعل التحضيري المسبق لمحاصرة ما يمكن حصاره من مخطط كل أركانه واضحة، وبمشاركة دول عربية بعيدا عن “الجعجعة الكلامية الرافضة”، فهي بدأت ترتيباتها مبكرا.
ملاحظة: وزير مالية دولة العدو الإرهابي سماسيرو..صار مسخرة المساخر بعد ما قالك بدو يدفع حوالي 150 دولار لكل بيت تضرر..طبعا المسخرة بتكمل لما يعرفوا انه المصاري للمستوطنين بتصير ميات المرات أكتر..سماسيرو بعتبر دولة المستوطنين في الضفة والقدس اهم من دولة الكيان السابقة..بالكم الحرب الجاي بتصير بين دولتي اليهود..في زمن العرب العبري كل شي بيصير..
تنويه خاص: جزء من سمات الإنسان العربي..أن العاطفة جزء مهم من مكونه الفكري والسياسي..كتير بتصير ردات فعله محكومة بها..والمصيبة أنه كتير منهم مصدقين مقولة “عدو عدو صديقي”..وناسيين حروب المستعمرين بينهم على مصالحهم..يا ناس “الرغائبية” مش حل ولن تكون..بطلوها..