
معاناة أطفال السكري تقرير خاص اعداد: فرح الكولك
يداه تحتضنان رأسه وجسمه وينكمش على ذاته، بهذه الحيلة يحاول الطفل أيمن طافش، المصاب بسكري الأطفال، التغلب على خوفه المتفجر مع صوت أي غارة إسرائيلية أو قصف قريب يخلع قلبه الرقيق من مكانه، مصحوباً بنوبة ذعرٍ سرعان ما تتحول إلى غيبوبة سكر يسافر فيها مجبرًا إلى اللاوعي، عله يتخلص من هذا الرعب.
مشهدٌ اعتادته الأم نور طافش، والدة أيمن، التي تكافح لضمان سلامة ابنها من هذه الحالة المأساوية المتكررة، وتلبية احتياجاته العلاجية ومحاولة الحد من التدهور الصحي الذي تفاقم لدى طفلها منذ اندلاع الحرب وتكرار المشاهد المأساوية والتناقص المستمر في وفرة الأدوية والمواد الغذائية الضرورية التي يحتاجها مرضى السكري، لا سيما من الأطفال بشكل خاص.
تقول طافش “إن أصعب شيء نعاني منه هو غياب شرائح فحص السكر التي من خلالها استطيع قياس مستوى السكر في الدم وأحدد ما هي كمية الأنسولين المناسبة التي يحتاجها طفلي”.
وتؤكد “ نعاني من نقص في المواد الغذائية وعدم توفرها في الأسواق وإن توفرت تكون بأسعار عالية جدا والوضع المادي لا يسمح لشراءها، مما يصعب من الالتزام بتوصيات التغذية الضرورية لضمان سلامته”
وتشير طافش “أحاول دوماً أن أمنحه الطمأنينة والشعور بالأمان، والتخفيف من الآثار النفسية الخطيرة على مرضه، لكن أصوات الانفجارات المتواصلة تذهب جهودي سدى وتعود بنا إلى نقطة الصفر”.
ويصنف مرض السكري لدى الأطفال من النوع الأول المعتمد على الأنسولين، حيث أن الأنسولين بالنسبة لمريض السكري يعني إكسير الحياة، وعليه يترتب ضرورة الفحص المستمر لمستوى السكر في الدم قبل كل جرعة إنسولين، لتجنب الهبوط في مستوى السكر، الذي قد يكون قاتلاً، وتفادي الارتفاع الذي سيكون مدمرًا على لمدى القصير والبعيد.
وينوه جميل البهنساوي، طبيب مختص في مرض السكري “لتحقيق الانضباط في مستوى السكر في الدم يلزم علاوة على الأنسولين وشرائح قياس السكر، غذاء صحي متوازن من خلاله نتجنب السكريات الضارة، ويكون يحتوي على الألياف والبروتينات وغيرها، كما أن العوامل النفسية لها تأثير كبير على مستوى السكر في الدم لذلك العامل النفسي مهم جدا،وبهذا يكون هناك أربعة عوامل يعتمد عليها ضبط مستوى السكر في الدم”.
ويضيف البهنساوي “يلزم فحص دوري لمخزون السكر المتراكم في الدم كل ثلاث شهور، بالإضافة إلى فحوصات الأمراض المناعية التي قد تصاحب مرضى السكري من النوع الأول مثل: اعتلال الغدة الدرقية المناعي، ومرض سوء الامتصاص المسمى السيلياك”.
ويوضح الطبيب المختص في مرض السكري، بأن في هذه الفترة كل العناصر المطلوبة لضبط السكر لدى الأطفال غير متوفرة بشكل شبه كامل، مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات مثل الهبوط الحاد في مستوي السكر في الدم وكذلك الحموضة الكيتونية مع ارتفاع السكر في الدم واللذان يحتاجان عادة إلى دخول العناية المركزية لإنقاذ الحياة ، أما على المدى البعيد قد يحدث مضاعفات مثل اعتلال الشبكية والكلى والجلطات الدماغية والقلبية.
ولا تزال معاناة أيمن طافش وغيره الكثير من أطفال مرض السكري والأمراض المزمنة في قطاع غزة متواصلة مع استمرار القصف الإسرائيلي والخوف من أصوات الانفجارات،وشح الأدوية والمواد الغذائية، ما يهدد سلامتهم الجسدية والنفسية،ويعرض حياتهم للخطر ،ويزيد العبئ على ذويهم .