منظمات أممية تطالب بالإفراج الفوري عن الطبيب أبو صفية وتصف مستشفيات غزة بـ “مصيدة الموت”
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
طالبت منظمات أممية حقوقية وصحية بالإفراج الفوري عن الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية والطاقم الطبي المرافق له، الذين تم اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان المستمر على قطاع غزة، معربة عن قلقها الشديد بشأن الوضع الصحي للطبيب أبو صفية، الذي يعتبر من أبرز الأطباء في القطاع الصحي في غزة.
وقالت منظمة العفو الدولية في بيان لها إن الدكتور حسام أبو صفية كان بمثابة صوت القطاع الصحي المتضرر في ظل الظروف الإنسانية المأساوية التي يعيشها قطاع غزة، وأنه استمر في عمله في ظل ظروف غير إنسانية، حتى بعد اغتيال ابنه في وقت سابق، وهو ما يبرز التفاني الكبير الذي أظهره في تقديم الرعاية الصحية رغم التحديات.
و أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ إزاء الوضع الصحي في قطاع غزة، مؤكدة أن مستشفيات القطاع أصبحت “ساحات معارك” نتيجة استهدافها المستمر من قبل الاحتلال، وأن النظام الصحي في غزة يواجه تهديدات شديدة، مطالبة بوقف استهداف المستشفيات والمرافق الصحية وضمان وصول الرعاية الطبية للمواطنين.
في السياق ذاته، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن أنها تتابع الوضع عن كثب، مؤكدة في بيان رسمي صادر عن المكتب الإعلامي أن واشنطن تجمع معلومات حول اعتقال الطبيب أبو صفية والطاقم الطبي المرافق له، و أنها تتابع الأخبار المتعلقة باعتقال الطاقم الطبي داخل مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وتدعو إلى الإفراج الفوري عنهم.
ودعا البيان جميع الأطراف إلى احترام خصوصية المنشآت مثل المشافي، والابتعاد عن إلحاق الأذى بالمدنيين والعاملين في المجال الإغاثي، متهمة حماس باستغلال المنشآت المدنية لأغراض عسكرية.
وقال البيان إن واشنطن قلقة للغاية إزاء أعداد الضحايا المدنيين جراء الحرب الدائرة في غزة، مبينا أنها تواصل تحذير إسرائيل على أعلى المستويات.
“مصيدة للموت”
وأفاد مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بأن المستشفيات في قطاع غزة تحوّلت إلى “مصيدة للموت”، مشددا على ضرورة حماية هذه المنشآت أثناء الحرب.
وقال “وكأنّ القصف المتواصل والوضع الإنساني المتردي في غزة لم يكونا كافيَيْن، فأمسى الملاذ الوحيد الذي يجدر أن يشعر فيه الفلسطينيون بالأمان، مصيدة للموت”.
وقال تقرير للأمم المتحدة -اليوم الثلاثاء- إن الادعاءات الإسرائيلية عن استخدام فصائل فلسطينية مستشفيات غزة لأغراض عسكرية “غامضة”.
وأفاد التقرير أن إسرائيل لم توفر حتى اليوم سوى القليل من المعلومات لإثبات ادعاءاتها باستخدام الجماعات الفلسطينية المسلحة للمستشفيات، وأن هذه الادعاءات “غامضة وفضفاضة، وفي بعض الحالات تبدو متناقضة مع المعلومات المتاحة علنا”.
وخلص التقرير إلى أن الضربات الإسرائيلية على المستشفيات أو قربها في قطاع غزة تركت النظام الصحي في القطاع الفلسطيني على حافة الانهيار، مما أثر بشكل كارثي على قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الرعاية الصحية والطبية.
ومنذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 يستهدف الجيش الإسرائيلي القطاع الصحي في القطاع، ويقصف ويحاصر المستشفيات وينذر بإخلائها، ويمنع دخول المستلزمات الطبية خاصة في مناطق شمال القطاع التي اجتاحها مجددا في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكان آخر الاعتداءات الإسرائيلية على المنظومة الصحية في غزة اقتحام مستشفى كمال عدوان في 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، وإضرام النار فيه وإخراجه عن الخدمة، واعتقال أكثر من 350 شخصا كانوا داخله، بينهم الكادر الطبي وجرحى ومرضى، وأبو صفية.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.