نبيل عمرو: حقن تخدير… ومذابح… ولا صفقة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
جملةٌ غير مفيدة جرى تداولها منذ عادت جهود الوساطة للعمل من أجل صفقة غزة، تقول.. إن الصفقة تقترب كثيراً من أن تنجز، وقد جرى تركيزٌ مبالغ فيه على تصريحات وزير الدفاع “الإمعة” كاتس حين قال، إن هنالك فرصة لإنجاز الصفقة.
الواقع يقول عكس ذلك تماماً، ما يشير إلى أن الأقوال المتفائلة لا تعدو كونها حقن تخدير، تجري معها أشرس المذابح، وآخرها تلك التي لم تجف دماء ضحاياها في جميع مناطق غزة، وخاصة في الشمال والوسط.
نتنياهو الذي يمثل أمام القضاء في الغرفة المحصنة، ويواجه تهماً مثبتةً في الواقع، يرى أن الحرب على غزة وتدمير قدرات الجيش السوري، وتدخلاته العسكرية المتواصلة في جنوب لبنان، باعتباره الخصم والحكم في وقت واحد، كل ذلك يشكل خط الدفاع الأساسي الذي يختبئ وراءه، ويحاول من خلاله الإفلات من المصير الذي يتهدده، إمّا الذهاب إلى البيت أو السجن.
لهذا ورغم أزمته الشخصية كونه أول رئيس حكومة في تاريخ إسرائيل، يمثل أمام القضاء بتهم خطيرة، وهو في موقع الرجل الأول، إلا أنه يغامر ويقامر بكل ما تطاله يداه، حتى لو أحرق المنطقة كلها، للخروج من مأزقه الشخصي.
صفقة غزة، إن تمت بفعل ضغط من الإدارتين لتنظيف الطاولة قبل التسلم والاستلام الرسمي، فلن تكون بالنسبة لنتنياهو أكثر من محطة عابرة يرضى بها ذوي المحتجزين الذين يفرج عنهم دون أن يغضب حلفاءه المتشددين في ائتلافه الحكومي، أنه سيواصل الحرب على غزة حتى لو عاد المحتجزون جميعاً إلى بيوتهم، ذلك أن مفهومه للنصر المطلق أن يحصل على استسلام صريح من حماس، وهذا ما يبدو في غير الوارد.