نتنياهو يرضخ لضغوط ترامب: إسرائيل تنفذ اتفاقات لم تكن ترغب بها
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل أصبحت خاضعة بشكل كامل للأجندة الأمريكية، حيث ينفذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مطالب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دون اعتراض، وسط مخاوف من أن أي رفض قد يؤدي إلى معاملته بنفس الأسلوب الذي لقيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.
وأوضحت الصحيفة أن ما كان يُوصف بـ”شهر العسل” بين إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية قد انتهى، حيث تحطمت أوهام تل أبيب بشأن وجود شريك استراتيجي في واشنطن. وبدلاً من اتخاذ قرارات مستقلة، أصبح نتنياهو يعتمد على توجيهات ترامب، بدءًا من فرض المرحلة الأولى من صفقة التبادل عبر مبعوثه ستيف ويتكوف، وهي خطوة لم يكن رئيس الوزراء الإسرائيلي يرغب فيها لكنه اضطر إلى قبولها.
كما أجبرت الولايات المتحدة إسرائيل على تنفيذ اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وهو الاتفاق الذي كان نتنياهو قد وصفه سابقًا بـ”الخيانة والاستسلام” حين وقّعه رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، متعهدًا بإلغائه. لكن مع الضغوط الأمريكية، وجد نتنياهو نفسه مضطرًا للمضي قدمًا في تنفيذه.
إلى جانب ذلك، فرضت واشنطن على إسرائيل الانخراط في مفاوضات مباشرة مع حركة حماس، والاستمرار في وقف إطلاق النار، والإفراج عن مزيد من الأسرى، وهي شروط لا يستطيع نتنياهو رفضها رغم المعارضة الداخلية في حكومته.
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل تكتشف بذهول أن ترامب لا يكتفي بلعب دور رئيس الولايات المتحدة، بل يسعى إلى التأثير على سياسات تل أبيب وتوجيه قراراتها، في حين تتعامل الحكومة الإسرائيلية مع مطالبه وكأنها أوامر لا يمكن معارضتها.
وفي هذا السياق، يبدو أن اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان يخدم المصالح الأمريكية والسعودية، حيث تسعى واشنطن لتعزيز نفوذ الرياض في المنطقة، مما قد يؤدي إلى إضعاف إيران.
وترى الصحيفة أن ترامب يسعى جاهداً لإبرام اتفاق تاريخي مع السعودية، ليس فقط لتحقيق مكاسب سياسية قد تضعه على طريق جائزة نوبل، ولكن أيضًا لضمان استفادة عائلته وأصدقائه من أصحاب المليارات من الاستثمارات السعودية، بينما تلتزم حكومة نتنياهو الصمت دون أي محاولة لمقاومة هذه السياسات.
