مقالات الخامسة

نتنياهو يضحي بالأسرى الإسرائيليين… ويخطط لإغراق غزة في البحر

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

د. عماد عمر – كاتب ومحلل سياسي
في اجتماع امتد لساعات طويلة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، وبمباركة أقطاب اليمين المتطرف في إسرائيل، سموتريتش وبن غفير، عاد بنيامين نتنياهو ليؤكد نهجه المعتاد: تغليب الحلول العسكرية على أي خيار سياسي أو إنساني. وعندما يُسأل عن “اليوم التالي للحرب” يهرب نحو استدعاء الدعم الأمريكي في مواجهة إيران، أو شن ضربات جوية في سوريا، ليثبت أن عقلية القوة والهيمنة هي بوصلة قراراته.
أما في غزة، التي باتت الحرب عليها بلا جدوى استراتيجية، فإن نتنياهو يصر على المضي في العملية العسكرية والتوغل في عمق المدينة، رغم إدراكه أن ذلك سيحصد أرواح الآلاف من المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، واليوم يعيش في مدينة غزة أكثر من 1.2 مليون إنسان، محاصرون في رقعة لا تتجاوز ثلت مساحة المدينة بعد أن سيطر الاحتلال على الجزء الاخر منها، وان 75% من أراضي القطاع مسيطر عليها من قبل اسرائيل ويُمنع المواطنين من الاقتراب منها، فأين سيذهب هؤلاء؟ وإذا كان الاحتلال قد فشل سابقاً في تهجير سكان شمال القطاع – وعددهم حينها لم يتجاوز 350 ألفاً – نحو الجنوب رغم القصف والمجازر والتجويع، فكيف يمكنه الآن دفع أكثر من مليون نسمة نحو المجهول؟ أم أن الخطة الخفية هي دفعهم جميعاً إلى البحر، بعدما ضاقت بهم الأرض بما رحبت؟
الأخطر أن نتنياهو يتجاهل عن عمد تحذيرات المؤسسة الأمنية والعسكرية بشأن حياة الجنود الأسرى لدى حماس، رغم أن الأخيرة أكدت أن أي عملية عسكرية موسعة ستعني إنهاء حياة من تبقى منهم، لكنه يضحي بهم بدم بارد من أجل هدف واحد: البقاء في السلطة. فالحرب بالنسبة له لها مساران لا ثالث لهما:
1.أن تنصاع حماس لشروطه، وأبرزها نزع سلاح المقاومة وإعلان غزة منطقة منزوعة السلاح، بما يتيح له إعلان “النصر المطلق” ثم الذهاب إلى انتخابات مبكراً محمّلاً بما يسميه إنجازات.
2.أو أن تستمر الحرب حتى نهاية عمر حكومته، لضمان بقاءه هو و اليمين المتطرف في الحكم وتأمين مقعده حتى آخر يوم من ولايته.
أمام هذه العقلية، على حماس أن تقرأ المشهد بعمق: هل آن الأوان لإغلاق هذه المرحلة من النضال بأسلوب يحفظ ما تبقى من الأرض والإنسان، ويفوّت الفرصة على نتنياهو وحكومته المتطرفة التي ترى في استمرار الحرب وسفك الدماء سلماً لتنفيذ مخطط “الترانسفير” الذي لطالما حلموا به منذ اليوم الأول للحرب؟
هنا، نستحضر ما قاله إسحاق رابين عام 1992: “أتمنى أن أستيقظ يوماً لأجد غزة قد ابتلعها البحر”، واليوم، يبدو أن نتنياهو لا يكتفي بالحلم… بل يسعى لتنفيذه حرفياً، ولو على جثث مليون إنسان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى