نتنياهو يلوّح باجتياح غزة رغم محادثات الهدنة: صدام محتدم داخل القيادة الإسرائيلية
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة، وتُبدي الإدارة الأميركية تفاؤلًا بقرب التوصل إلى اتفاق، كشفت وسائل إعلام عبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طالب جيشه بإعداد خطة شاملة لاجتياح قطاع غزة وفرض السيطرة عليه بالكامل.
ووفق تسريبات نُقلت عن جلسة مغلقة للمجلس الوزاري المصغر (الكابينت) مساء السبت، شهد الاجتماع توترًا حادًا وصل إلى “الصراخ والضرب على الطاولة”، حيث أصدر نتنياهو تعليماته لرئيس الأركان الجنرال إيال زامير بإعداد خطة لاجتياح غزة وإخلاء سكانها نحو الجنوب، على أن تُعرض عليه فور عودته من واشنطن، حيث يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ورأى محللون إسرائيليون أن هذه التعليمات قد تحمل أبعادًا متعددة؛ منها محاولة الضغط على حماس للقبول بمقترحات الهدنة، وطمأنة اليمين المتطرف داخل الائتلاف الحاكم بعدم التنازل عن أهداف الحرب، خصوصًا مع تهديدات وزراء مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة في حال بقاء حماس في غزة.
خلافات داخلية
وخلال الجلسة، أبدى رئيس الأركان معارضة واضحة للخطة المقترحة، محذرًا من “فقدان السيطرة” إذا ما تم فرض حكم عسكري على أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في ظروف كارثية. وقال زامير: “هل تريدون حكمًا عسكريًا؟ من سيحكم شعبًا جائعًا ومُهانًا؟ هذا سيُعرض الجنود للخطر”.
رد نتنياهو كان حازمًا: “لن أقبل ببقاء حماس في غزة تحت أي ظرف، لا أريد حكمًا عسكريًا لكن الجيش ودولة إسرائيل هما من سيتوليان المسؤولية”.
وأشار زامير إلى أن أي محاولة للسيطرة الكاملة على غزة ستستنزف موارد الجيش الإسرائيلي، وتترك آثارًا اجتماعية واقتصادية هائلة على الداخل الإسرائيلي.
الجيش يريد إنهاء الحرب.. والحكومة تضغط للاستمرار
التباين في المواقف بين نتنياهو وقيادة الجيش بات أكثر وضوحًا، إذ ترى المؤسسة العسكرية أن الحرب في غزة يجب أن تُنهي الآن، بعد تحقيق أهداف محدودة يمكن ترجمتها سياسيًا، خصوصًا في ظل النجاحات العسكرية النسبية على جبهات أخرى مثل لبنان وسوريا.
في المقابل، يسعى نتنياهو إلى صورة نصر حاسمة في غزة، يمكنه تقديمها سياسيًا في ظل ما يصفه مراقبون بـ”حسابات البقاء الشخصي” والضغوط المتزايدة من حلفائه في اليمين.
ضغوط من الداخل.. وغضب من التسريبات
الانقسام لم يقتصر على نتنياهو والجيش، بل طال حتى شركاءه السياسيين. فقد شن الوزير بتسلئيل سموتريتش هجومًا على كل من رئيس الحكومة ورئيس الأركان، متهمًا إياهما بالفشل في تنفيذ قرارات الكابينت. وندد بما وصفه بـ”التسريبات المجتزأة والموجّهة”، معتبراً أنها تمسّ بأمن الدولة وتُدار لأغراض سياسية.
كما اتهم زامير بـ”تسهيل دخول المساعدات إلى حماس”، فيما حمّل نتنياهو مسؤولية عدم فرض القرارات السياسية على المؤسسة العسكرية، ولا سيما تلك المتعلقة بالقضاء على حماس واستعادة الأسرى.
صورة معقدة قبل لقاء ترامب
الجدل السياسي والأمني في إسرائيل يأتي قبيل لقاء حاسم بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، يُتوقع أن يتم خلاله التباحث في ترتيبات ما بعد الحرب في غزة، وفي ملف الاتفاق النووي الإيراني.
وفي ظل تضارب الرسائل الإسرائيلية، بين الرغبة في إنهاء الحرب والتلويح باجتياح بري كامل، تبقى الصورة ضبابية، مع ترجيحات بأن التسريبات الأخيرة جزء من معركة داخلية لتحديد شكل “النصر” في غزة، ومن يدفع ثمنه في الداخل الإسرائيلي.