نجيب القدومي: أين متابعة القضايا ؟

مشكلتنا في العالم العربي ، وخاصة على المستوى الفلسطيني – لأنه الأحوج وما زال تحت الاحتلال – اننا ننتظر الحدث لنرد عليه بردة فعل آنية ، سرعان ماتنتهي وننتظر حدثا جديدا يشغلنا وينسينا ما قبله ، لذلك نجد ان هناك قضايا معلقة ، وما أكثرها ، تنتظر الحلول ، وفي أغلب الأحيان تكون الحلول موجودة ولكنها تنتظر المتابعة .

ان شعبنا الفلسطيني حباه الله بالعلم والثقافة والكفاءة ويملك ارادة قوية يجعل قضيته الفلسطينية حية ، ومهما تراجعت على سلم الأولويات تعود وتقفز الى الصدارة ، ومهما مرضت فإنها لا تموت ، وهي تحتاج الى حسن ادارة ومتابعة . كم هي القرارات الدولية التي صدرت عن الجمعية العامة لصاح فلسطين وتعدت الثمانماية قرار ، وأكثر من ثمانين قرارا صدرت عن مجلس الأمن ،،،، كم هم القانونيون الفلسطينيون المتخصصون القادرون على المتابعة وعندهم القدرة والكفاءة ؟! لماذا لا نستفيد منهم ومن الاستمرار في متابعة تنفيذ هذه القرارات مع أهمية اطلاع العالم على ذلك . وبنفس الطريقة نعالج دور المحكمة الجنائية الدولية ،، ومتابعة قضية حماية الشعب الفلسطيني التي طالما سمعنا بها دون متابعة . وجدار الفصل العنصري والمستوطنات والقدس وانتهاك العدو لحقوق الانسان واستخدام احدث الأسلحة لهدم المخيمات وقتل الشباب على طريقة الاعدام ، وانتهاك حرمة المقدسات ، وتصرف حكومات العدو المتعاقبة وكأنهم فوق القانون .

الا نعاني من ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين وهذا يمكن اثباته بمئات الأمثلة . الم تحقق القيادة الفلسطينية انجازات سياسية على مستوى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وان عشرات الدول تدرس الاعتراف بها ولكنها تحتاج للمتابعة ، اليست المسيرات والمواقف الشعبية دعما للقضية بأعداد هائلة تحتاج الى إعلام ناجح يستثمر هذا التأييد .

القضايا كثيرة والمتخصصون جاهزون والعالم يفتح ذراعيه وقلبه لمن يصل اليهما بالإقناع والحجة والمنطق ،،، فقط نريد من يعلق الجرس قبل ان يفقد رنينه ولا نجد بعد ذلك من يسمعنا .