نجيب القدومي: الى متى يبقى الشعب الفلسطيني ضحية الصراعات؟
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
وقف الشعب الفلسطيني وقفة عز وافتخار في كل المواقع التي مرت عليه، وأثبت أنه شعب حي قادر على تحمل الصدمات، ومكافح جريء، يواجه الازمات، فقدم الشهداء والاسرى والجرحى دون أن تلين له قناة أو يتسرب اليأس الى داخله.
غامر الكثيرون من أبناء شعبنا عام ٤٨، عندما تعرضوا للقتل وتدمير البيوت، وتنفيذ المذابح والتهجير القسري، مع ذلك ظلوا صامدين على أرضهم وما زالوا محافظين على هويتهم، ويرفعون صوتهم عاليا ضد ما يتعرضون له من ظلم واستبداد الاحتلال، كما يرفعون علمهم عاليا خفاقا بانتظار النصر.
غادر قسم منهم تحت وطأة القصف والحرق والتدمير والترحيل القسري من قبل عصابات الصهاينة ومدعومين بحكومة الانتداب التي سهلت إخراجهم وطردهم في ظل وعود كاذبة أنهم سيعودون خلال أيام، هؤلاء أطلق عليهم اللاجئون الفلسطينيون وهم يحملون مفاتيح بيوتهم في انتظار العودة.
رغم الألم والحسرة ومعاناة البعد عن الوطن خرج عدد كبير منهم الى الدول المجاورة ودول الاغتراب، بنوا أنفسهم من جديد وساهموا في بناء مجتمعاتهم والانسجام مع الاسكان المحليين وساهموا في التنمية والبناء، وتعلموا وتدربوا واصبحوا منتجين.. درّسوا في المدارس.. وعملوا في المصانع.. وتقلدوا ارفع المناصب.. وهم يحملون مفاتيح العودة، وينتظرون تنفيذ القرارات التي انصفتهم جزئيا دون تنفيذ.
اختار معظهم مقاومة الاحتلال، ونظموا أنفسهم في أحزاب وفصائل وقوى كلها تجمع على حق العودة والسعي لتحقيقها بجميع اشكال النضال، فظهرت المقاومة الفلسطينة واوجدت اطاراً يجمعهم ومنظمة هي مظلتهم فكانت منظمة التحرير الفلسطينية، ولهم مكان رسمي بين دول العالم، وتحولوا من لاجئين ينتظرون صرف المعونات لهم الى ثوار ومناضلين بعلم ونشيد وهوية.. يرفض هذا الشعب ان يكون ضحية للصراعات بين الاحزاب الصهيونية حيث يتنافسون على من يوقع الألم والخسائر في الشعب الفلسطيني اكثر من غيره ليستحق كرسي الحكم، وها هي سلطات الاحتلال تخطط لانتخابات رابعة لترى من يفوز فيها على حساب الدم الفلسطيني والألم الفلسطيني والذي أصبح برنامجا انتخابيا مشتركا بين المتنافسين ولكن هيهات ان يقبل الشعب الفلسطيني هذا الظلم والاستبداد والاستهانة بمشاعرهم حيث سيرفضون ذلك.. ويوقفوه مهما كلف الثمن فهم اصحاب حق، مناضلون، صابرون سيخرج من بينهم مقاتلا ليضحي بنفسه في سبيل وطنه تماما كما علمه ابوه وجده.
وينشأ ناشىء الفتيان فينا
على ما كان عوّده أبوه
عضو المجلس الوطني الفلسطيني- عضو لجنة اللاجئين.