نجيب القدومي: دولة جنين الصامدة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
مخيم جنين الصغير جدا بحجمه ، الكبير جدا بموقفه وموقعه وثباته وصمود اهله ، يستهدف من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي من خلال اقتحام مخيم جنين من قبل الف جندي مجهزين بتجهيزات حديثة ونموذجية بمشاركة عشرات الآليات العسكرية من مدرعات وجرافات ومجنزرات وناقلات جنود معززة بالطائرات الزنانة والأباتشي والمسيرات ، حيث بادروا بتجريف الشوارع وجعلها ركاما وقطع المياه والكهرباء واستخدام القذائف الصاروخية في تدمير البيوت واستهداف المقاتلين وامطار الشباب المدافعين بقنابل الغاز المسيل للدموع بواسطة الطائرات عدا عن استخدام الكلاب المدربة والمؤهلة لمثل هذه الاقتحامات .
ان المراقب لهذا الاستعداد الضخم يهيأ له ان الهدف مهاجمة دولة تمتلك من الاسلحة والاستعداد ما يقارب قوة الدولة الغازية ولا يمكن ان يصدق ان الهدف مخيم صغير لا يمتلك شيئا مما يمتلكه الغزاة وكأن جنين دولة وليست مخيما .
لمن تابع العملية يدرك ان الاحتلال الاسرائيلي يستهدف كسر ارادة الشعب الفلسطيني ومحاولة انهاء دور المخيمات في توعية ابنائهم بأن وجودهم فيها مؤقت لحين عودتهم الى مدنهم وقراهم واراضيهم التي اخرجوا منها بقوة السلاح وبتنفيذ المذابح ، وهذا ما تريده قوات الاحتلال من تنفيذ المذابح وقتل الابرياء من النساء والشيوخ والاطفال ولهذا عملت قوات الاحتلال على التهجير القسري لأهالي المخيم مما يذكرنا بأحداث النكبة يضاف لذلك محاصرة من رفضوا الخروج ومنع وصول الدواء والغذاء حتى حليب الاطفال .
كل هذه الاعمال الاجرامية والتي تتنافى مع القانون الدولي والقانون الدولي الانساني ، كما تتناقض مع اتفاقيات جنيف الرابعة ومع حقوق الانسان ،،، والغريب ان العالم يكتفي بالصمت ومباركة العملية اميركيا وبريطانيا .
ان المآسي الناتجة عن هذه الهجمة البربرية الاجرامية والتي اسفرت عن احد عشر شهيدا ومائة وعشرين جريحا حتى مغرب اليوم الثاني للعملية الفاشية العنصرية لم ولن تنل من عزيمة الفلسطيني ولن ترهبه هذه القوة الضخمة ، بل تجلت روح التكافل والتضامن بين اهالي المخيم الكرماء والشجعان حيث ترك الذين خرجوا من بيوتهم تحت تصرف من بقي منهم ، كما هبت القرى المجاورة لنجدة اخوانهم ونقلهم الى بيوتهم ليشاركوهم امنهم وامانهم ورغيف الخبز المشترك بينهم .
اما ما يؤلم اننا سمعنا عن وحدة الساحات وان العدو اذا تجاوز الخطوط الحمراء ستنطلق الصواريخ من غزة نصرة للضفة : جنين اليوم ، ونابلس بالأمس القريب ، والخليل قبله ، واريحا وطولكرم وترمسعيا وحوارة والشيخ جراح ومخيمات بلاطه وعقبة جبر ومخيم جنين ايضا،،، الم تتجاوز دولة الاحتلال الخطوط الحمراء وقد نفذوا بها جميعا المذابح التي تستحق نجدة الاخوة . الا يستحق الوضع الخطير الذي تمر به قضيتنا انهاء هذا الانقلاب وتحقيق الوحدة الوطنية التي لا نريدها ان تبقى شعارا .