نداء إنساني عاجل من “حشد”: المجاعة تفتك بسكان غزة و”إسرائيل” تواصل استهداف طالبي المساعدات
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

أطلقت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” نداءً إنسانيًا عاجلًا، محذرة من تفاقم المجاعة في قطاع غزة، مع دخول العدوان الإسرائيلي شهره الـ22، واستمرار الحصار المشدد منذ أكثر من خمسة أشهر، ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وأكدت الهيئة أن “إسرائيل” تستخدم سياسة التجويع كسلاح إبادة جماعية ممنهج ضد أكثر من مليوني إنسان، وتواصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين، في ظل صمت دولي وصفته بـ”المريب والفاضح”، ويرقى إلى مستوى الشراكة في الجريمة.
وأشارت “حشد” إلى أن الاحتلال ارتكب صباح اليوم مجزرة جديدة في منطقة السودانية شمال غرب غزة، بإطلاق النار على مواطنين كانوا ينتظرون المساعدات، ما أسفر عن استشهاد 67 مدنيًا على الأقل، وإصابة أكثر من 150 آخرين.
وذكرت الهيئة أن عدد شهداء “طوابير المساعدات” منذ بدء عمل مؤسسة “غزة الإنسانية” الأمريكية-الإسرائيلية في 27 مايو 2025 ارتفع إلى نحو 1000 شهيد، وأكثر من 6000 جريح، إضافة إلى فقدان قرابة 70 مواطنًا.
وطالبت “حشد” بتدخل دولي عاجل لوقف عمل المؤسسة التي وصفتها بـ”الإجرامية”، ومحاسبة القائمين عليها، وضمان عودة عمل المنظمات الدولية وفي مقدمتها وكالة الأونروا، لإنهاء المجاعة ومنع المزيد من جرائم القتل بحق المدنيين المجوعين.
وحذّرت الهيئة الدولية “حشد”، من أن قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية شاملة وغير مسبوقة، مؤكدة أن التقارير الأممية والميدانية تشير إلى دخول السكان المرحلة الخامسة من مؤشر المجاعة، وهي المرحلة الأشد خطورة، حيث لا طعام ولا ماء ولا قدرة على البقاء على قيد الحياة.
وقالت الهيئة في بيان إن 100% من سكان القطاع (2.3 مليون نسمة) يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، وأكثر من 1.1 مليون يواجهون خطر المجاعة الكارثية وفق التصنيف الأممي (IPC المرحلة الخامسة).
وأوضحت أن 73 طفلًا توفوا بسبب سوء التغذية الحاد، و620 مدنيًا استشهدوا نتيجة الجوع وانعدام الرعاية الصحية، إلى جانب تسجيل وفيات في مراكز النزوح بسبب الظروف المعيشية القاسية.
ووفق تقارير وكالة “الأونروا”، فإن 1 من كل 10 أطفال فُحصوا يعاني من سوء تغذية، وأكثر من 600,000 طفل في خطر جسيم. كما أشار برنامج الغذاء العالمي إلى أن ثلث سكان غزة لا يأكلون لأيام متتالية.
وأضافت الهيئة أن 1000 مدني قُتلوا في مجازر ارتكبها الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات أمام مراكز التوزيع التابعة لما وصفته بـ”المؤسسة الأمريكية-الإسرائيلية الإجرامية”.
ووصل سعر كيلو الدقيق في السوق السوداء إلى نحو 70 دولارًا، فيما دُمّرت 92% من الأراضي الزراعية و1218 بئرًا للمياه. كما انهار النظام الصحي بالكامل، مع فقدان 90% من المعدات وتوقف معظم المستشفيات عن العمل.
وأكدت الهيئة الدولية “حشد” بان ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان غزة يُشكّل جريمة دولية مزدوجة، فمن جهة، هي جريمة إبادة جماعية من خلال فرض ظروف معيشية تهدف إلى تدمير السكان ماديًا، كما نصت عليه المادة الثانية من اتفاقية منع الإبادة، ومن جهة أخرى، هي جريمة حرب باستخدام التجويع كوسيلة قتال، وفقًا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.
وأوضحت الهيئة بان إسرائيل تواصل انتهاكاتها الجسيمة غير عائبة بالقانون الدولي الإنساني والمعايير الدولية لحقوق الإنسان والنداءات الدولية حيث تواصل إغلاق المعابر، وتقييد دخول المساعدات، واستهداف المدنيين ومرافق الحياة الأساسية، واذ تؤكد بأن المشاهد اليومية في غزة – أطفال ومرضي يموتون جوعًا، واطفال اخرين يبحثون عن الطعام في القمامة، عائلات تأكل أوراق الأشجار، أمهات يُغمى عليهن من الجوع – صحفين يسقطون علي الارض امام الكاميرات ومؤشرات اخري لا تترك مجالًا للشك في أن ما يجري هو سياسة متعمّدة لتجويع جماعي لإخضاع سكان القطاع.
وطالبت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني حشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الأطراف الثالثة المتعاقدة علي اتفاقيات جنيف واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية بالتحرك العاجل والعمل من أجل:
١. اعلان قطاع غزة منطقة مجاعة والتحرك للضغظ علي الاحتلال الإسرائيلي لفرض هدنة إنسانية عاجلة وفتح ممرات انسانية لضمان دخول المساعدات عبر المنظمات الدولية ووقف التدخلات الإسرائيلية-الأمريكية الاجرامية في توزيع المساعدات وقتل المدنيين المجوعين.
٢. التحرك الجاد والجبري لتدخل انساني حاسم لوقف حرب الإبادة الجماعية وفتح جميع المعابر دون قيد أو شرط، وضمان تدفق الغذاء والماء والدواء والوقود، تحت إشراف الأمم المتحدة والصليب الأحمر.
٣. نشر قوة حماية دولية بموجب قرار “الاتحاد من أجل السلام” لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات وفي إطار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
٤. محاسبة إسرائيل على استخدام المجاعة كسلاح حرب امام القضاءالدولي، ودعم وتسريع عمل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
٥. فرض عقوبات دولية على إسرائيل، ووقف جميع أشكال الدعم العسكري لها.
٦. تمكين المنظمات الإنسانية، وعلى رأسها الأونروا، من العمل بحرية ودون تدخل سياسي أو عسكري.
وفي ختام بيانها ناشدت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” دول العالم، والمنظمات، والشعوب الحرة، لتلبية نداء الإنسانية ومواصلة التحركات الشعبية والإعلامية والحقوقية والدبلوماسية، من أجل إنقاذ أرواح الأبرياء في قطاع غزة، خاصة الأطفال الذين يُحرمون يوميًا من أبسط حقوقهم، وفي مقدمتها الحق في الحياة.