الرئيسيةحكايا في زمن الحربطوفان الأقصى

نداء من قلب غزة: “ما بطلب تيجي مكاني… بس حاول تتخيل”

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

نداء من قلب غزة: “ما بطلب تيجي مكاني… بس حاول تتخيل”

إعداد: سهر دهليز

في غزة، الحياة لم تعد تُقاس بالأيام، بل بالأنفاس الثقيلة التي تنجو من بين ركام الحرب والجوع

هنا لا يطلب الغزيون شيئًا مستحيلاً… فقط أن يتخيل العالم ما يمرون به.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

تخيل أن تبدأ يومك بعلبة فاصولياء او بازيلاء باردة، لأن لا غاز للطبخ، ولا حتى نار. و الماء تجلبه من أي مكان، ملوّث أو مالح. تطبخ الطعام على أكياس ومخلفات بلاستيكية.

تتحمم مرة كل أسبوع، وتلبس نفس الملابس لأسبوعين، وتنام أنت وأطفالك على فرشتين باليتين بين عشرات النازحين لا خصوصية، لا دفء، لا أمان.

طوابير المساعدات التي لا تنتهي وإن وجُدت تقف ساعات تحت الشمس، بانتظار كيس دقيق، أو حبة دواء. أن تصبح متسوّلًا ليومين، ثم تنام على وقع الطائرات. لا يمر يوم دون أن تفقد قريبًا أو صديقًا. أطفالك يسألونك عن أشياء بسيطة: بسكويت، دمية، كوب شاي… لكنك لا تملك شيئًا.

تشرب الشاي مُرا بلا سكر وبنكهة البلاستيك، وتشارك الذباب طعامك، والبعوض يوقظك كل ليلة، والبرد ينهشك، ثم يأتي النهار لتحترق تحت الشمس. والمشي بحذاء ممزق لم يعد مؤلمًا… بل عاديًا لانه لايوجد أي بديل آخر.

وما ننسى الدقيق الذي أصبح يباع في السوق السوداء بـ70 دولارًا للكيلو، الماء شحيح الكهرباء منسية البرد قاتل والنهار نار.

احصاءات وأرقام

هذه ليست قصة مبالغة، بل واقع 2.3 مليون فلسطيني محاصر. وفق تقارير أممية، 100% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأكثر من 1.1 مليون على شفا مجاعة كارثية (IPC-5).

أكثر من 620 مدنيًا– بينهم 73 طفلًا – توفوا جوعًا أو بسبب نقص الرعاية، يموت الرضع لانعدام الحليب. تُسجل حالات وفاة في مراكز الإيواء، والناس يتساقطون وهم في طريقهم لنقاط توزيع المساعدات.

منظمة الأونروا أكدت أن مليون طفل يُجَوَّعون عمدًا من قبل الاحتلال، واليونيسف وصفت غزة بأنها أخطر مكان في العالم على حياة الأطفال.

هذه ليست قصة مبالغة، بل680 يومًا من الموت البطيء، تحت قصف، حصار، وعيون العالم، هنا في غزة أرواح تحارب للبقاء… بصمت.

لهيك “أنا ما بطلب تيجي مكاني”، بس جرب تتخيل ابنك ينهار جوع، وأنت عاجز. تتمنى لو تموت ولا تسمعه يبكي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى