ترندات

نرمين قاسم.. باحثة غزيّة تكتشف علاجاً للتوحُّد

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء – غزة: 

تمكنت الباحثة نرمين قاسم، من غزة ومتخصصة في علم الأمراض السريرية من جامعة القاهرة، من اكتشاف دواء لعلاج التوحد، بالإضافة لبرنامج علاجي متكامل من 6 محاور تكمل كل منهما الآخر، وتصميم روبوت محاكي لتعزيز النشاط الذهني ومستويات الاستجابة للأطفال المصابين بالتوحد.
الباحثة قاسم خرجت من غزة بداية العام 2019 وراء شغفها في رحلة بحث تعليمية والتي تكللت بالنجاح بجهودها الحثيثة رغم كل التحديات والصعوبات التي شهدتها وعاشتها خلال مسيرتها البحثية في العديد من الدول العربية انطلاقا من مصر إلى الجزائر ومن ثم إلى تونس، ثم المغرب وأخيراً قطر بحثا عن عينات الدراسة المقصودة ومقارنة الظروف الحياتية للعينات في البلدان المذكورة، والتي مازالت مستمرة قبل إعلان النتيجة النهائية التي توصلت لاكتشاف هذا الدواء.

واشتملت التجارب التي أجرتها الباحثة قاسم بشكل تطبيقي عملي على العينات الحية في الدول المذكورة، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى من التجربة والتطبيق وهي الآن بصدد تنفيذ المرحلة الثانية من العلاج .

ونتيجة لهذا الاكتشاف، حصدت قاسم على المرتبة الأولى في رحلة الماجستير بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى وتسجيل براءة اختراع مع حفظ الحقوق ، وتوصية اللجنة بنشر الرسالة في الجامعات والمراكز البحثية في القاهرة والدول العربية .

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

واستطاعت الباحثة خلال مسيرتها البحثية تغيير القواعد النمطية والأفكار الروتينية بالخروج عن كل ما هو مألوف في البحث، فآخر ما توصلت له من خلال فرض الفرضيات وطرح التساؤلات العديدة تحديد الجينات المسؤولة بشكل مباشر عن الاصابة بالتوحد من خلال تحديد الطبقات القشرية الست في الدماغ وأخذ عينات من السائل الموجود ما بين تلك الطبقات والتي تحتوي على الجينات التي تتحكم في نشاط الإنسان ووظائف الأعضاء كاملة وعددها 25 جين.
تقول قاسم كان جوهر الدراسة يرتكز على 12 جينا بشكل دقيق الى أن تم تحديد أكثر الجينات المرتبطة بشكل مباشر بالتوحد بدرجاته الثلاث الطفيف والمتوسط والحاد وهما الجين الخامس والسادس، فالجين الخامس متعلق بالإناث أكثر أما السادس مرتبط بالذكور.

واضافت انها استطاعت الوصول لنظام يساعد في التخفيف والسيطرة على مرض شلل الرعاش الباركنسون Parkinson’s Disease والذي كان هذا الاكتشاف وليد الصدفة خلال مشواري البحثي بعد تحليل الطبقات القشرية والمواد الموجودة فيها فتبين أن المادة السوداء الموجودة في النواة القاعدية في الدماغ هي المسؤولة عن إفراز مادة الدوبامين المسؤولة عن توازن الحركة لدي الإنسان.

وأكدت قاسم على أنها بعد تجارب عديدة توصلت الى زرع شريحة في الدماغ والهدف منها تحفيز خلايا الدماغ المصابة وذلك بتوصيل أقطاب كهربائية في الدماغ وتربط إلى أداة كهربائية صغيرة تسمى (مولد نبض) والتي يمكن أن تبرمج ويمكن أن يخفض الحاجة للأدوية الأخرى ويقلل من الحركات اللاإرادية التي تسمى (ضعف حركة) ويساعد أيضًا على تخفيف تقلبات الأعراض وتقليل الهزات وبطء الحركة ومشكلات المشي.

وأشارت إلى أنه يتم وضع الشريحة لفترة زمنية معينة وذلك للحفاظ على ثبات الخلايا المصابة والسيطرة عليها والهدف منها خفض فرط النشاط الحركي الناتج عنها وخصوصا لكبار السن وكذلك مرضى الرعاش المبكر، حيث يقترن ذلك مع برنامج غذائي وكذلك فيزيائي للوصول الي النتيجة المرضية والايجابية بالحفاظ على حركة ونشاط الخلايا المصابة بحث لا يزداد نشاطها مستقبلا.

وعن المواقف الصعبة التي عاشتها، قالت “عشت تجارب ومواقف وضعتها في عين الاعتبار والحسبان من قبل ضمن خطتي فكانت خانة التوقعات كثيرة ومتنوعة ، وهذا ما ساعدتني عليه طبيعة حياتي في غزة .المتقلبة ما بين الهدوء والاستقرار المرحلي وما بين حالات الحرب والقلق والخوف والفقدان، كنت دائما أقول لنفسي أنني قادرة علي التجاوز وسوف أتجاو كل الصعاب ، ولا توج لدي احتمالات للتوقف أو التراجع”.

ونظرا لأهمية هذا البحث وهذا الاكتشاف عرض على الباحثة العديد من العروض لتبني مشروعها ولكنها رفضت ذلك لأنها ترغب بأن تكون انطلاقه المشروع فلسطينية بالدرجة الأولى ومن ثم التعاون العربي والدولي.

وتحاول الباحثة قاسم طرق جميع الأبواب من أجل تحقيق أمنيتها من خلال السماح لها بالسفر للشق الآخر من الوطن من أجل عرض اختراعها واكتشافها، ولكنها حتى الآن لم تتمكن من ذلك بسبب الاحتلال الإسرائيلي وما يفرضه من معيقات أمام التنقل بين محافظات الوطن الشمالية والجنوبية، لهذا تناشد وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ التدخل من أجل تسهيل انتقالها لعرض مشروعها على الجهات المختصة في الحكومة الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى