الرئيسية

نيويورك تايمز: رسائل متضاربة من إسرائيل وحماس والولايات المتحدة تعرقل جهود التهدئة في غزة

وسط مساعٍ حثيثة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتحرير الرهائن المتبقين، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الأطراف الرئيسية في النزاع — إسرائيل، وحماس، والولايات المتحدة — تبعث برسائل متضاربة تعقّد فرص التوصل إلى اتفاق، في وقت تهدد فيه إسرائيل بشن هجوم بري واسع على القطاع.

وبحسب الصحيفة، فإن المقترح المطروح حالياً لا يختلف كثيراً عن صيغ سابقة، حيث يقضي بهدنة أولية لمدة 60 يوماً تطلق خلالها حماس سراح نحو عشرة رهائن أحياء وجثامين آخرين، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، مع فتح المجال أمام مفاوضات لبحث هدنة دائمة خلال فترة التهدئة.

لكن جوهر الخلاف يكمن في الضمانات، إذ تطالب حماس بتعهدات بأن تفضي المفاوضات إلى وقف شامل للحرب، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى الآن، وفقاً لمصادر إسرائيلية وغربية مطلعة على سير المحادثات.

ورغم إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداده لوقف إطلاق نار مؤقت، إلا أن شروطه لوقف الحرب — ومنها نزع سلاح حماس ومغادرة قيادتها غزة — تعتبر غير قابلة للنقاش من وجهة نظر الحركة.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

في المقابل، تواصل إسرائيل تهديدها بشن عملية عسكرية برية شاملة في غزة، ما أثار انتقادات متزايدة حتى من حلفاء تقليديين كفرنسا وألمانيا وبريطانيا. كما تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطاً داخلية متزايدة، مع مطالبة عائلات الرهائن بوقف فوري لإطلاق النار حفاظاً على حياة أبنائهم.

وتزداد تعقيدات المشهد بسبب تناقض التصريحات الصادرة عن الأطراف المختلفة. ففي حين أفادت وسائل إعلام تابعة لحماس يوم الإثنين بأن الحركة وافقت على مقترح تقدم به المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، سارع الأخير إلى نفي الأمر، معتبراً موقف حماس “مخيّباً للآمال وغير مقبول”.

وفي تصريح لاحق، أشار نتنياهو إلى احتمال وجود تقدم في المفاوضات، قبل أن يعود ليصف حديثه بـ”المجازي”، ملقياً باللوم على حماس في تعثر المحادثات. في المقابل، جدّد مسؤول الحركة باسم نعيم تأكيد قبول حماس لمقترح ويتكوف، مشيراً إلى أنها بانتظار الرد الإسرائيلي.

من جانبه، بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الآونة الأخيرة أكثر انزعاجاً من طول أمد الحرب، وقال الأحد: “تحدثنا مع إسرائيل ونريد إنهاء هذا الوضع في أسرع وقت ممكن”. وتشير تقارير إلى أن إدارة ترامب بدأت في وقت سابق من الشهر الجاري التفاوض بشكل منفصل مع حماس لإطلاق سراح الرهينة الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، متجاوزة إسرائيل.

كما كشفت الصحيفة عن أن الفلسطيني الأميركي بشارة بحبح، المعروف بدعمه لحملة ترامب الانتخابية، دخل على خط الوساطة مؤخراً كمبعوث غير رسمي، لكن مسؤولين إسرائيليين صرحوا بأن المقترح الذي عرضه على حماس يختلف جوهرياً عن الأطر السابقة التي دعمتها واشنطن ووافقت عليها تل أبيب.

كل هذه المؤشرات، بحسب نيويورك تايمز، تعكس مشهداً ضبابياً وغياب توافق سياسي بين الأطراف الثلاثة، الأمر الذي يجعل احتمالات التوصل إلى تهدئة دائمة في المدى القريب محل شك كبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى