شؤون (إسرائيلية)

هآرتس: الجهاد الإسلامي أصبح ضعيفا هذه الجولة ستفرض عليه ترميما عميقا

الخامسة للأنباء – الأراضي المحتلة

(المضمون: اغتيال قادة الجهاد الاسلامي سيجلب للتنظيم وجوه جديدة. في المقابل، حماس لن تسمح له بزيادة قوته على حسابها)

الجهاد الاسلامي الفلسطيني هو في الحقيقة القوة المسلحة الثانية من حيث حجمها في قطاع غزة، لكن حتى الآن توجد فجوة كبيرة بينه وبين حماس. ورغم أن الجهاد لديه امكانية لاطلاق الصواريخ ولديه منظومة اطلاق صواريخ مضادة للطائرات وانفاق وعدد من الطائرات المسيرة وقوة بحرية ضئيلة، إلا أن الضربات الشديدة التي تلقاها في عملية “الحزام الاسود” في تشرين الثاني 2019 وفي عملية حارس الاسوار في السنة الماضي، تركته مع وسائل محدودة جدا في جولة القتال الحالية. ورغم ذلك، اوضح مصدر أمني، فان “هذا التنظيم، كما نرى، ما زال يستطيع تنفيذ جولات قتالية لبضعة ايام وتشويش حياة السكان في بلدات غلاف غزة، وحتى في مركز الدولة”.

حتى عملية الحزام الاسود التي بدأت عندما اغتال الجيش الاسرائيلي قائد القطاع الشمالي للجهاد الاسلامي، بهاء أبو العطا، كان الجهاد يملك منظومة صواريخ كبيرة، وحتى مقارنة مع المنظومة التي توجد لدى حماس، التي شملت نحو 8 آلاف صاروخ، معظمها كانت لمسافة قصيرة ومتوسطة وعدد قليل منها لمسافة بعيدة. عدد نشطاء التنظيم تم تقديره في حينه، مثلما هو الآن، بتسعة آلاف، من بينهم ستة آلاف مقاتل.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

في يومي عملية “الحزام الاسود” ضرب الجيش الاسرائيلي مواقع لانتاج الصواريخ تابعة للجهاد. مرافق عسكرية، انفاق، بيوت النشطاء، مخازن سلاح، منشآت تدريب ومقرات قيادة. 26 من نشطاء التنظيم قتلوا، رغم أنه، باستثناء أبو العطا، فان معظمهم كانوا من المستوى الادنى. المنظمة تلقت ضربة اخرى خلال عملية حارس الاسوار بهجمات الجيش الاسرائيلي على البنى التحتية والوسائل القتالية.

عشية العملية الحالية كان لدى الجهاد، حسب التقديرات، نحو خمسة آلاف صاروخ، معظمها لمدى قصير، وعدد قليل بمدى متوسط، 40 كم. عدد الصواريخ بعيدة المدى التي يوجد لدى الجهاد قليل. “هذا تنظيم لديه قدرة قيادية وسيطرة محدودة”، قال مصدر أمني. “لذلك، المس به في عملية حارس الاسوار في كل ما يتعلق بزيادة قوته كان اكبر مقارنة مع حماس”.

عند انتهاء عملية الحزام الاسود بذل الجهاد الاسلامي جهود كبيرة لترميم قوته العسكرية، لكن في البداية كان مطلوب الاكتفاء بانتاج ذاتي للسلاح داخل القطاع. هذا بواسطة موارد محدودة ومع اصابات عارضة من قبل الجيش الاسرائيلي للبنى التحتية للمنظمة. بعد ذلك توجه الجهاد لانتاج وسائل قتالية في سوريا، بتوجيه ودعم من ايران وحزب الله. في شباط 2020 هاجم الجيش الاسرائيلي اهداف للجهاد في سوريا وفي غزة من اجل اعطاء اشارة للتنظيم بأن اسرائيل لن تسمح بتعاظم قوته.
          سلسلة التسهيلات التي قدمتها اسرائيل لغزة بعد انتهاء عملية حارس الاسوار، من بينها اعطاء تصاريح لدخول عمال وادخال بضائع الى القطاع، عززت الاقتصاد الفلسطيني الذي كان على شفا الانهيار. ساعات الكهرباء زادت وسمحت بفتح المزيد من المصانع التي عملت في ورديات اطول، الامر الذي اثر على خفض نسبة البطالة في القطاع. في حماس ادركوا تأثير التسهيلات على سكان غزة، لذلك تجنبوا في السنة الماضية الدخول الى مواجهات زائدة مع اسرائيل.

لكن هذه التسهيلات ايضا زادت التوتر بين حماس والجهاد الاسلامي، الذي عارض ما اعتبره في البداية كتطبيع مع اسرائيل. لذلك، بين حين وآخر حاول الجهاد تنفيذ عمليات ضد اسرائيل خلافا لموقف حماس، التي حتى في العملية الحالية امتنعت عن الانضمام للقتال. في جهاز الامن يعتقدون أن سبب عدم تدخل حماس في هذه المرة هو تحسن ظروف حياة سكان القطاع، والادراك بأنهم في الجهاد الاسلامي معنيون بالمس بهذه التسوية حتى لو على حساب جودة الحياة لسكان غزة.

في نفس الوقت الجهاد يحاول مؤخرا تعزيز مكانته في الضفة الغربية على أمل أن يؤثر هذا الامر على مكانته في القطاع. في النصف الاول من السنة الحالية نجح الجهاد في اقامة بنية تحتية للارهاب في جنين ونابلس. جزء بارز من النشاطات العسكرية في عملية “كاسر الامواج” في الضفة، التي بدأت عند بدء موجة الارهاب في شهر آذار واستمرت حتى الآن، يتم تنفيذه ضد نشطاء الجهاد هناك. اثناء العملية تم اعتقال في الاسبوع الماضي في جنين شخص رفيع في التنظيم هو بسام السعدي. وهذا الاعتقال كان الخلفية للتصعيد الحالي.

من التقديرات الاستخبارية في الجيش يتبين أنهم في الجهاد تفاجأوا من مبادرة اسرائيل الى شن العملية الحالية. في جهاز الامن يعتقدون أن اغتيال قادة كبار في الجهاد، قائد القطاع الشمالي تيسير الجعبري وقائد القطاع الجنوبي خالد منصور، تسبب بضرر كبير للجهاد، حتى أكثر من ضرب الوسائل القتالية. الآن شخصيات شابة يتوقع أن تتولى مناصب رفيعة في قيادة التنظيم، التي ليس بالضرورة أن تكون متماهية مع القيادة السياسية للتنظيم الموجودة في لبنان وفي سوريا.

في نفس الوقت فان طهران، التي تمول جزء كبير من نفقات الجهاد الاسلامي على التسلح والرواتب، يتوقع أن تواصل تأييد هذا التنظيم. في المقابل، زيادة قوته مرتبطة ايضا بحماس، التي لن تسمح له بزيادة قوته بشكل يتحدى قوتها في القطاع.

بقلم: ينيف كوفوفيتش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى