هآرتس: عملية عسكرية إسرائيلية لعزل دير البلح خشية على حياة الأسرى

كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل العملية العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في محيط مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، والتي تهدف إلى إنشاء محور بري يفصل المدينة عن منطقة المواصي جنوبًا، وسط مخاوف إسرائيلية من وجود أسرى داخل المدينة.

محور عزل جديد في دير البلح

ووفقًا للصحيفة، فإن وحدات من الجيش الإسرائيلي دخلت بالفعل إلى المناطق الجنوبية والشرقية من مدينة دير البلح، مصحوبة بدبابات وآليات عسكرية ثقيلة، في إطار خطة تهدف إلى فصل دير البلح عن الجنوب، وفرض طوق عسكري يمنع التنقل بين مناطق القطاع.

وبحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، فإن العملية لم تتوسع بعد إلى داخل المدينة بشكل مباشر، نظرًا لاحتمال وجود أسرى إسرائيليين محتجزين في تلك المناطق، وهو ما دفع القيادة العسكرية إلى التحفظ في التقدم البري داخل الأحياء السكنية.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال: “التحرك سيكون محسوبًا وتدريجيًا، بهدف ضمان سلامة الرهائن، والتأكد من عدم تعريضهم للخطر خلال العملية”.

ضربات جوية وتمشيط بري محدود

وشهدت أطراف دير البلح، لاسيما منطقة البريج، ضربات جوية مكثفة استهدفت مواقع يُعتقد أنها تابعة للقوة المحلية، وسط حالة من القصف المتواصل والتوغل المحدود، دون إعلان رسمي عن اجتياح كامل للمدينة.

في الوقت نفسه، تُواصل الآليات العسكرية تمركزها في محيط المنطقة السكنية، وسط تكثيف عمليات الرصد والاستخبارات، في ظل اعتبار دير البلح منطقة “حساسة” نظرًا لارتباطها المحتمل بملف الأسرى.

مخاوف من المساس بالأسرى وضغوطات سياسية

ترافق العملية مع جدل داخلي في الأوساط الإسرائيلية، إذ عبّر مؤتمر عائلات الأسرى عن قلقه العميق من تداعيات التوغل على حياة الرهائن المحتمل وجودهم في غزة، محذرين من أن “أي خطوة غير محسوبة قد تُعرّض حياة الأسرى للخطر، وهو أمر لا يمكن للشعب أن يتسامح معه”.

على الصعيد الدولي، جددت بريطانيا وفرنسا وأكثر من 20 دولة أخرى دعوتها لوقف فوري للعمليات العسكرية في غزة، محذرة من كارثة إنسانية متفاقمة في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل وتوسع العمليات البرية.

ويأتي الكشف عن هذا المخطط العسكري الإسرائيلي في دير البلح، في وقت تشهد فيه مناطق وسط القطاع قصفًا عنيفًا، وأوضاعًا إنسانية متدهورة، في ظل استمرار العمليات العسكرية وغياب أي أفق لوقف إطلاق النار.