هيئة شؤون الأسرى تكشف واقع الأسيرات في سجون الاحتلال
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني إنّ أعداد الأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيليّ وصل إلى (94) أسيرة (الأسيرات المعلومة هوياتهن)، وغالبيتهنّ في سجون (الدامون)، وهذا العدد كان قد سُجل في بداية الحرب مع اعتقال العشرات من الأسيرات من غزة في حينه ونقلهنّ إلى سجن (الدامون)، فيما تبقى اليوم من أسيرات غزة في سجن (الدامون) ثلاث أسيرات، بينهنّ أم وابنتها.
وأضافت الهيئة والنادي، أنّ هذا المعطى لعدد الأسيرات في سجون الاحتلال، لا يشمل الأسيرات من غزة كافة، تحديداً من هنّ معتقلات داخل المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، وتواصل سلطات الاحتلال تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّهنّ.
وتابعت الهيئة والنادي في تقرير مشترك صدر اليوم الإثنين عن واقع الأسيرات في سجون الاحتلال بعد مرور أكثر من 345 يوما على حرب الإبادة: إنّ واقع الظروف الاعتقالية للأسيرات مرّ بتحولات كبيرة، كما الظروف الاعتقالية كافة في سجون ومعسكرات الاحتلال، بعد سلسلة إجراءات وسياسات وجرائم ممنهجة فرضتها منظومة السّجون على الأسرى والأسيرات كافة منذ بدء حرب الإبادة، كان أبرزها جرائم التّعذيب، والتّجويع، والجرائم الطبيّة، إلى جانب سلسلة عمليات التنكيل الممنهجة وتحديدًا عملية عزلهن الفردي والجماعيّ، والتفتيش العاري وهو شكل من أشكال الاعتداءات الجنسية، تحديدا أثناء احتجازهن في سجن (هشارون)، الذي يشكل المحطة الأقسى في بداية الاعتقال، وتحويل احتياجتهن الخاصة إلى أداة للتنكيل بحرمانهن منها.
واستناداً لزيارات تمت مؤخرًا لسجن (الدامون) برزت مجموعة من الحالات والقضايا التي تعكس مستوى الانتهاكات والجرائم التي تمارس بحقهنّ، وهي جزء من سلسلة قضايا وانتهاكات جسيمة مورست بحقّهن بشكل –غير مسبوق- منذ بدء الحرب.
-استمرار عزل الأسيرة الحقوقية خالدة جرار منذ أكثر من شهر في عزل سجن (نفي تيرتسيا):
تواصل إدارة سجون الاحتلال عزل الأسيرة الحقوقية والناشطة خالدة جرار في عزل (نفي تيرتسيا) في ظروف قاهرة وصعبة جداً، تمس أبسط حقوقها الإنسانية، وتتجدد معاناتها المضاعفة، مع تمديد أمر عزلها.
ووفقا لزيارة جديدة جرت للأسيرة جرار، لفتت إلى أنّ إدارة السّجون أبلغتها أن عملية عزلها الحالية ستستمر حتى 27 أيلول/ سبتمبر الجاري، دون توضيح المدة المحددة لعزلها الإنفرادي.
وعلى مدار مدة عزلها الحالية، تعمدت إدارة السّجون قطع المياه عنها ثلاث مرات، وفي إحداهنّ بقيت بدون مياه ليومين، هذا عدا عن تعمد السّجانات تأخير وجبات الطعام عنها، رغم أن جرار تعاني من مشاكل صحية وهي بحاجة لطعام خاص يتناسب معها، كما تماطل إدارة السّجن بالاستجابة لطلبها بإحضار احتياجتها الأساسية التي كانت تستخدمها خلال احتجازها في سجن (الدامون)، وتتعمد إدارة السجن بإبقاء إضاءة الزنزانة 24 ساعة، حيث فقدت جرار قدرتها على معرفة الوقت والساعة.
-الاحتلال يواصل اعتقال الأسيرة جهاد دار نخلة، أم لأربعة أطفال وحامل في شهرها الثامن:
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال الأسيرة جهاد دار نخلة من مخيم الجلزون في رام الله، منذ تاريخ (26) نيسان/ أبريل 2024 على خلفية ما يدعيه الاحتلال (بالتّحريض)، فحين اعتقلت كانت حاملاً في شهرها الثالث، وهي أم لأربعة أطفال، أصغرهم طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات، حيث تُعاني الأسيرة جهاد من ضعف في الدم وفقاً للتقارير الطبية التي أُجريت لها قبل اعتقالها، وهي بحاجة إلى تغذية خاصّة، ورعاية صحيّة مضاعفة.
و ذكرت الهيئة والنادي أنّ الأسيرة دار نخلة، تواجه وضعاً صعباً داخل سجن (الدامون)، ورغم الجهود التي تحاول بذلها المؤسسات من أجل الإفراج عنها إلا أنّ الاحتلال يصر على اعتقالها، علماً أنّ لجهاد أربعة أشقاء آخرين معتقلين في سجون الاحتلال.
-إحدى الأسيرات تواجه وضعاً نفسيًا صعباً – الاحتلال يُصر على اعتقالها ويُضاعف من جريمته بعزلها:
تعرضت الأسيرة (أ.ي) للاعتقال مطلع العام الجاري مع استمرار ارتفاع وتيرة حملات الاعتقال، وهي تعاني من اكتئاب مزمن، وبحاجة إلى رعاية خاصّة، ومتابعة على مدار الوقت، وعلى الرغم من وجود تقارير طبيّة تثبت وضعها النفسيّ الصعب إلا أنّ الاحتلال يواصل اعتقالها حتّى اليوم، وأقدم أيضا على مضاعفة جريمته بعزلها، الأمر الذي فاقم من وضعها النفسيّ بشكل كبير، ولفتت الهيئة والنادي إلى أنّ الأسيرة (أ.ي)، ليست الأسيرة الوحيدة التي تعاني من أعراض نفسية وصحيّة صعبة، وبحاجة إلى علاج ومتابعة خاصّة، فهناك عدة أسيرات يعانين من أوضاع صحية صعبة وهم بحاجة إلى متابعة خاصّة، نذكر منهم الأسيرة (ي.ب)، والتي تعاني من ضمور في العضلات، وبحاجة دائمة لمساعدة من قبل الأسيرات، إضافة إلى معاناتها من مشاكل حادة في الأمعاء، فهي تحتاج لغذاء محدد، ونتيجة لعدم ملائمة الغذاء لها أدى ذلك إلى إصابتها بنقصان حاد في وزنها.
-الاكتظاظ إحدى أبرز القضايا التي فرضت معاناة مضاعفة على الأسيرات
تشكّل قضية الاكتظاظ إحدى أبرز أوجه المعاناة التي يواجهها الأسرى، مع تصاعد حملات الاعتقال للآلاف بعد تاريخ السابع من أكتوبر واستهداف الفئات كافة، بما فيهم النساء، وارتفع عدد الأسيرات بشكل –غير مسبوق- مقارنة مع الفترة التي سبقت الحرب، فكان عددهنّ قبل السابع من أكتوبر 40 أسيرة، بينما اليوم بلغ عددهنّ (94) أسيرة، بعد الإفراج مؤخراً عن أسيرتين وهما: تهاني الخواجا من رام الله، وفاطمة بشارات من طوباس.
فالزنزانة (الغرفة) المخصصة لتتسع ل6 أسيرات، اليوم أقل عدد في الزنزانة الواحدة (10) أسيرات، فالكثير من الأسيرات يفترشن الأرض، مما يجعل حركة الأسيرات داخل الزنزانة صعبة ومستحيلة، حتّى عند خروجهنّ إلى ساحة السّجن (الفورة) حيث يتم إخراج كل 25 أسيرة، إلى الفورة، كما أنّ فترة الاستحمام متاح لهنّ فقط خلال الفورة.
-الاحتلال يعتقل (23) أسيرة إدارياً فيما أنّ غالبية الأسيرات الأخريات معتقلات على خلفية ما يدعيه الاحتلال بالتحريض:
تعتقل سلطات الاحتلال (23) أسيرة إدارياً، من بينهنّ طالبات وهي الشريحة الأعلى من حيث عمليات الاستهداف بعد الحرب، وغالبيتهن تم اعتقالهن إدارياً، وكان آخرهن ثلاث طالبات من محافظة الخليل جرى تحويلهن إلى الاعتقال الإداريّ، فيما يواصل الاحتلال اعتقال الغالبية العظمى من الأسيرات على خلفية ما يدعيه (بالتّحريض)،والذي يُشكل وجهاً آخر للاعتقال الإداريّ، حيث صعّد الاحتلال من الاعتقال على خلفية (التّحريض)، عبر وسائل الإعلام، ومنصات التّواصل الاجتماعيّ التي تحوّلت من أداة لحرية الرأي والتعبير إلى أداة للقمع، حيث تعمّد الاحتلال في صياغته لبنود ما يدعيه (بالتحريض) جعلها فضفاضة، دون محدّدات واضحة.
وإلى جانب الطالبات المستهدفات بالاعتقال والمحتحزات في سجن (الدامون) هناك محاميات، وصحفيات، وناشطات، وأسيرات سابقات، وأمهات، من بينهن أمّ شهيد، وأمهات أسرى وأسرى محررين، وشقيقات لشهداء وأسرى.
وفي ضوء المعطيات التي لا تتوقف عن عكس مستوى الظروف الاعتقالية الصعبة والجرائم الممنهجة التي تمارسها منظومة السّجون بقرار سياسيّ بحقّ الأسرى والأسيرات بشكل –غير مسبوق- منذ بدء الحرب، فإننا نجدد مطالبتنا للمنظمات الحقوقية بتجاوز حالة العجز التي يتضاعف معناها مع استمرار حرب الإبادة، ويتضاعف مخاطرها على الإنسانية جمعاء، وعلى الدور الإنساني المنوط بها، ونؤكد في هذا الجانب أنّ الشهادات والإفادات التي وثقتها المؤسسات الحقوقية من الأسرى والمعتقلين وبما عكسته من جرائم ومنها جرائم حرب، تشكّل وجها من أوجه حرب الإبادة المستمرة حتى اليوم.