ثابتطوفان الأقصى

واشنطن تُكثّف ضغوطها لإتمام الاتفاق.. ونتنياهو يتحفظ على “هدنة شاملة”

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

بدأت في مدينة شرم الشيخ المصرية، الاثنين، جلسات تمهيدية ضمن محادثات خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة والتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى، وسط أجواء حذرة وتفاؤل مشوب بالحذر من كلا الجانبين.

ووفق مصادر دبلوماسية، فإن المبعوثين الأمريكيين بريت ويتكوف وجاريد كوشنر سيصلان إلى مصر خلال اليومين المقبلين، في محاولة لدفع المحادثات إلى الأمام، حيث تسعى واشنطن إلى “عدم مغادرة الوفود القاهرة دون اتفاق”، بحسب التصريحات الرسمية.

في هذه المرحلة الأولية، يستعرض كل طرف مواقفه الأساسية ويحدد نقاط الخلاف الجوهرية التي ستُناقش خلال الأيام المقبلة. وقالت القناة 13 العبرية إن مسؤولين إسرائيليين أوضحوا أن “أياماً قليلة فقط تفصل عن لحظة الحسم”، مشيرين إلى أنه في حال عدم تحقيق تقدم ملموس، فإن تل أبيب ستُوقف المحادثات وتستأنف العمليات العسكرية فورًا.

وتنقل صحيفة معاريف الإسرائيلية أن الفجوات بين الجانبين لا تزال كبيرة، حيث تُصرّ إسرائيل على الإفراج الكامل عن جميع الأسرى الإسرائيليين كشرط لبدء الهدنة، مع التمسك بمواقعها داخل غزة وفرض آلية تضمن استمرار نزع السلاح حتى بعد انتهاء القتال.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

في المقابل، تطالب حركة حماس بضمانات دولية لوقف إطلاق نار طويل الأمد، والإفراج عن عدد واسع من الأسرى الفلسطينيين، خاصة من ذوي الأحكام العالية، إلى جانب التزام إسرائيلي بعدم تجديد العدوان قبل التوصل إلى اتفاق شامل بشأن مستقبل القطاع.

ويشير مراقبون إلى أن جوهر الخلاف يتمثل في رغبة كل طرف في الاحتفاظ بورقة قوة مؤثرة: حماس من خلال الأسرى، وإسرائيل عبر السيطرة الميدانية. وتعمل فرق التفاوض على إيجاد صيغة تُمكّن الجانبين من تحقيق “إنجاز سياسي” أمام جمهورهما دون أن يُنظر لأيٍّ منهما على أنه تراجع عن مطالبه.

وبحسب الصحيفة، تسعى إسرائيل لتحقيق هدفين متوازيين: إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين ضمن إطار زمني محدد، والحفاظ على مبدأ السيطرة العسكرية في غزة إلى حين ضمان “الأمن الكامل” في إطار الاتفاق النهائي. لذا، فهي تفضل حالياً وقف إطلاق نار مؤقت يمهّد للمرحلة التالية، والمتمثلة في نزع سلاح حماس وإبعادها عن الحكم والإدارة في القطاع.

في الأثناء، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ممارسة ضغوط مكثفة على الجانبين لتسريع التوصل إلى اتفاق، قائلاً إن “الوقت ينفد أمام الجميع”، معرباً عن رغبته في تحقيق اختراق دبلوماسي ملموس يُظهر أن خطته يمكن أن تتحول إلى اتفاق واقعي ومستقر رغم استمرار الحرب.

ويرى محللون أن الضغط الأمريكي يمثل سلاحًا ذا حدين بالنسبة لتل أبيب؛ إذ يمكن أن يُسهم في تسريع الاتفاق، لكنه في الوقت ذاته يُقيّد هامش المناورة السياسية والعسكرية أمام الحكومة الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى