“وثيقة الدم”.. كيف دمر نتنياهو مفاوضات صفقة التبادل؟
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
عاد تقرير إسرائيلي ليركز على تعثر مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب في غزة، حيث أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعديلات على المقترح الذي كان كُتب في 27 مايو، في 27 يوليو، رغم موافقة حماس على النسخة الأصلية.
ووفقًا للصحفي رونين بيرغمان في مقالة على “يديعوت أحرونوت”، فقد أُعدت وثيقة من سبع صفحات في إسرائيل بعد ظهر السبت 27 يوليو.
تضمنت الوثيقة ملاحق أُرسلت إلى الوسيطين الدوليين: الولايات المتحدة وقطر ومصر.
وقدمت الوثيقة رئيس الموساد ديفيد بارنياع إلى المسؤولين الأمريكيين والقطريين والمصريين في اجتماع عقد في روما.
وقال بيرغمان إن الوثيقة، التي وصفها المسؤولون بأنها “وثيقة الدم”، تحتوي على تفاصيل حول المختطفين وأسماء بعضهم.
ويُشير المسؤولون إلى أن الوثيقة حالت دون التوصل إلى اتفاق، واعتبروا أنها وُضعت خصيصًا لتعطيل الصفقة.
وتابع بيرغمان أن الوثيقة الجديدة، التي سُميت “رسالة التوضيحات”، أضيفت إليها تعديلات عرقلت المفاوضات بشكل كبير.
كما تطرق إلى دور نتنياهو في إفساد المفاوضات بعد أن أظهرت حماس استعدادها لقبول الشروط الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن التعديلات الجديدة أدت إلى تصعيد الخلافات وأعاقت التوصل إلى اتفاق.
جدل حول تعريف “المريض” يعقد الصفقة
صرّح مصدر أمني مطلع على تفاصيل المحادثات الجارية قائلاً: “خدعة نتنياهو تتجلى في الجدل حول تحديد من يُمكن اعتباره ‘مريضًا’.
حماس قد تدعي أن هذا الشخص أو ذاك ليس مريضًا بحسب رأيها، أو أن حالته ليست بالخطورة الكافية لتضمينه في القائمة. وهذا قد يُبقي القضية عالقة لأسابيع أو حتى أشهر من الجدل.”
الأسماء التي لا يمكن الخلاف حولها
وأوضح الصحفي رونين بيرغمان: “في الملحق الإسرائيلي ذُكرت أسماء أربعة من بين الستة المختطفين الذين قُتلوا.
ولا يمكن أن يكون هناك جدل حول ثلاثة منهم على الأقل، وهم المرأتان كرمل غات وإيدن يروشالمي، وهيرش غولدبرغ بولين الذي بُترت كفه. كان من الممكن أن يُفرج عنهم لو تمت الصفقة.”
الانتقادات الخفية لنتنياهو من قبل فريق التفاوض
وأشار بيرغمان إلى أن العديد من رؤساء فريق التفاوض عبّروا بقوة عن معارضتهم للوثيقة الدموية، واعتبروا أن مواقفهم هذه كانت نقطة بارزة في تصريحاتهم ضد نتنياهو.
من وجهة نظرهم، تلك الوثيقة تقضي على أي فرصة للتوصل إلى اتفاق، لكنهم كانوا حريصين على عدم الإعلان عن هذه الآراء بشكل علني أمام الجمهور.
رغم ذلك، لم يستقيلوا من مناصبهم، وحتى عندما كانوا يحتجون أحيانًا، فإنهم في النهاية كانوا يتصرفون وفقًا لتوجيهات نتنياهو، مع علمهم أن ذلك يزيد بشكل كبير من المخاطر على حياة المختطفين.”
هرتسي هليفي في مرمى الاتهام
وأضاف المصدر الإسرائيلي تعليقًا على رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي: “هليفي هو أحد المسؤولين عن أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر.
كان ينبغي عليه أن يتخذ موقفًا حاسمًا ضد نتنياهو من أجل إطلاق سراح المختطفين، لا سيما بعد الفشل الذي أظهره في هذا الملف.”