ورشة في الفضاء.. روبوتات تصلح الأقمار الصناعية على ارتفاع 35 ألف كم
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

أعلن مختبر الأبحاث البحرية الأمريكية عن إتمام اختبارات الجاهزية الفضائية لإطلاق نظام روبوتي ثوري مخصص لصيانة الأقمار الصناعية على ارتفاع 22 ألف ميل “35 ألف كيلو” فوق سطح الأرض.
صُمم النظام الجديد، المعروف باسم RSGS، والمُدمج مع مركبة المهمة الروبوتية MRV التابعة لشركة نورثروب غرومان، ليتيح عمليات التفتيش والإصلاح والترقية للأقمار الصناعية في المدار، مما قد يخفض التكاليف بشكل كبير ويطيل العمر التشغيلي للأقمار العاملة وفق rudebaguette.
يُعد المدار الجغرافي المتزامن موطناً لمئات الأقمار الصناعية المستخدمة لأغراض عسكرية وتجارية، إلا أن بُعده الشديد يجعل من الصعب إصلاح هذه الأقمار أو تحديثها، لذلك، يضطر المشغلون إلى تصنيع أقمار مزودة بأنظمة احتياطية ووقود إضافي، ما يرفع التكاليف ويُقيد الابتكار.
النظام الروبوتي الجديد يغيّر هذه المعادلة، إذ يتيح تنفيذ فحوص دقيقة، وتعديلات مدارية، وإصلاحات ميدانية مباشرة، باستخدام ذراعين آليتين مزودتين بكاميرات ومستشعرات متقدمة، قادرة على الاقتراب الآمن من الأقمار الصناعية وإجراء العمليات المطلوبة.
اختبارات دقيقة قبل الإطلاق
خضع النظام لسلسلة اختبارات في غرفة تفريغ حراري مبردة بالمركز البحري لتكنولوجيا الفضاء في واشنطن، لمحاكاة ظروف الفضاء القاسية، ويؤكد المسؤولون أن نجاح هذه الاختبارات يُمثل خطوة محورية قبل الانتقال إلى المرحلة التالية من المشروع.
ومن المقرر أن يُرسل النظام إلى منشآت نورثروب غرومان في فرجينيا لإجراء تجارب متكاملة، قبل إطلاقه المتوقع في عام 2026.
عند وصوله إلى مداره، سيخضع النظام لسلسلة من التجارب العملية تشمل مناورات اقتراب والتحام مع أقمار صناعية عميلة، لإثبات قدرته على إطالة عمرها وتحسين أدائها.
شراكات وتمويل
المشروع يُجسد ثمرة تعاون بين مختبر الأبحاث البحرية الأمريكية، وشركة نورثروب غرومان، ووكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة (DARPA) التي قدمت تمويلاً كبيرا، ويصف الخبراء هذا التعاون بأنه تتويج لعقود من الأبحاث التي بدأت كرؤية طموحة لتقديم خدمات في المدار.
وقال برنارد كيلم، القائم بأعمال مدير المركز البحري لتكنولوجيا الفضاء: “هذا أكثر من مجرد اختبار ناجح، إنه خطوة تاريخية نحو خدمة الأقمار الصناعية مباشرة في الفضاء، وهو ما كان يُنظر إليه كحلم قبل سنوات قليلة.”
آثار استراتيجية واقتصادية
يتوقع محللون أن يُحدث النظام أثراً عميقاً على اقتصاد الفضاء. ففي الوقت الذي يعتمد فيه النموذج التقليدي على استثمارات ضخمة في أقمار قد تُصبح قديمة تقنياً قبل انتهاء عمرها، يتيح النظام الروبوتي تحديث هذه الأقمار وإصلاحها دورياً، ما يفتح الباب أمام تصميم أقمار أكثر مرونة وتكيفاً مع متطلبات المستقبل، كما سيسهم النظام في خفض الحاجة إلى إطلاق أقمار جديدة، وهو ما يقلل من مشكلة الحطام الفضائي، ويعزز استدامة الأنشطة الفضائية.
مع اقتراب موعد الإطلاق في 2026، فإن الأقمار الاصطناعية، بفضل الروبوتات، ستدخل مرحلة جديدة من التطور والفاعلية والديمومة.