ورقة تحليلية: الاحتلال يلجأ لتسليح عصابات محلية في غزة لتفتيت الجبهة الداخلية بعد فشله العسكري
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كشفت ورقة تحليلية أصدرها “مركز الدراسات السياسية والتنموية” عن تحول جذري في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، يتمثل في اللجوء إلى دعم وتسليح عصابات محلية مسلّحة بهدف إشاعة الفوضى، وتفتيت الجبهة الداخلية للمقاومة الفلسطينية بعد الفشل العسكري في تحقيق أهداف الحرب.
جاءت الورقة التحليلية بعنوان “اللعب بالنار: تسليح العصابات في غزة والارتدادات المرتقبة على الاحتلال” فإن الاحتلال الإسرائيلي لجأ إلى هذا الخيار بعد فشله في فرض قيادات عشائرية بديلة عن حركة حماس، أو تحقيق الحسم العسكري الموعود منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023.
ولفتت إلى أن مؤشرات هذا التحول تصاعدت بعد ظهور جماعات مسلحة تعمل في مناطق جنوب القطاع.
دعم إسرائيلي مباشر
وأشارت الورقة إلى أن هذه الجماعات تعمل بتنسيق ميداني مباشر مع جيش الاحتلال، حيث تنشط في مناطق شرق رفح الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
وحسب الورقة أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن الجماعة شاركت في عمليات سطو على شاحنات الإغاثة وفرض أتاوات عليها، “تحت أعين الجيش الإسرائيلي”، حسب تعبير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
وفي تطور نوعي، كشفت الورقة أن طائرات مسيّرة إسرائيلية تدخلت مؤخرًا لحماية هذه العصابات، عبر استهداف مقاومين من حركة حماس كانوا في اشتباك مباشر معها، ما يوضح مدى التورط الإسرائيلي في حماية ودعم هذه المليشيات بشكل مباشر.
اعترافات رسمية ومواقف داخلية معارضة
وعززت الورقة معلوماتها باعترافات مسؤولين إسرائيليين بارزين؛ إذ صرّح أفيغدور ليبرمان، وزير جيش الاحتلال الأسبق، في 5 يونيو 2025، بأن حكومة نتنياهو أدخلت كميات من السلاح الخفيف إلى قطاع غزة دون مصادقة الكابينت، في خطوة أثارت جدلًا سياسيًا واسعًا.
كما أقر نتنياهو ضمنيًا بهذا التوجه، قائلاً إن حكومته تستخدم “وسائل متنوعة بتوصية من الأجهزة الأمنية” لمحاربة حماس.
في المقابل، عبّر عدد من المسؤولين الإسرائيليين عن رفضهم وتحذيرهم من هذه السياسة. فليبرمان حذّر من انقلاب هذه الجماعات في المستقبل، في حين وصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الخطوة بأنها “تجاوز خطير لصلاحيات الحكومة”، بينما قال السياسي يائير غولان إن نتنياهو “يخلق قنبلة موقوتة جديدة” للهروب من ملف صفقة تبادل الأسرى.
اتهامات دولية وتواطؤ موثق
وأوردت الورقة أيضًا ما نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية في تحقيق موسع، كشفت فيه عن تواطؤ الجيش الإسرائيلي في تسهيل عمليات النهب، واستهدافه للشرطة المحلية التي كانت تؤمّن قوافل الإغاثة، لإفساح المجال أمام العصابات.
وخلصت الورقة إلى أن هذه السياسة الإسرائيلية تنطوي على مخاطر مرتفعة، من بينها انفلات أمني وارتداد محتمل للسلاح الموزّع على هذه العصابات ضد الجيش والمستوطنين، فضلًا عن تعقيد المشهد الداخلي في غزة.
وحذرت الورقة من تكرار تجربة “مليشيا أنطوان لحد” في جنوب لبنان، التي انتهت بانهيار مدوٍّ وخسائر جسيمة للاحتلال.
توصيات لمواجهة الخطة
ودعت الورقة إلى فضح المشروع إعلاميًا وسياسيًا، وتعزيز الوعي المجتمعي بخطورة هذه الجماعات، إلى جانب المطالبة بتحقيق دولي في عمليات نهب المساعدات، ودعم جهود المقاومة في تفكيك هذه الشبكات.
كما أوصت بتحصين الجبهة الداخلية وتعزيز صمودها في وجه محاولات التفتيت من الداخل.