وول ستريت جورنال: مقاتلو القسام المحاصرون يتحولون إلى “عقدة سياسية وأمنية”
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن أزمة متفاقمة داخل شبكة الأنفاق شرق رفح، حيث يُحاصر مئات من مقاتلي كتائب القسام منذ أشهر في المناطق التي باتت خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وبحسب مصادر استخباراتية عربية ومسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي، فإن الإمدادات الغذائية تتناقص بسرعة، بينما يشكل نقص المياه الخطر الأكبر على المقاتلين المحاصرين.
ووفق التقرير، تستغل إسرائيل حالة التصعيد في مختلف مناطق القطاع للتركيز على تفكيك البنية التحتية للأنفاق في رفح. وتشمل جهودها عمليات حفر واسعة، وضخ كميات كبيرة من المياه داخل بعض الأنفاق، إلى جانب تنفيذ تفجيرات مُحكمة بهدف تدمير الممرات تحت الأرض ومنع استخدامها.
وتشير التقديرات الأولية خلال بدء الهدنة إلى وجود ما بين 100 و200 مقاتل داخل الأنفاق، في حين تؤكد حماس أن العدد يتراوح بين 60 و80 فقط. وخلال الأشهر الأخيرة، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أكثر من 40 مقاتلًا خلال محاولات فرار، بينما اعتُقل عدد محدود منهم أحياء.
ورغم الهدوء النسبي الذي يسود غزة منذ سريان وقف إطلاق النار، تشهد رفح اشتباكات متقطعة بشكل شبه يومي. فقد أصيب الأسبوع الماضي أربعة جنود إسرائيليين بعدما خرجت مجموعة من مقاتلي حماس من نفق وهاجمت ناقلة جند مدرعة. كما سُجلت حوادث أخرى قُتل أو جُرح فيها جنود جراء هجمات مباغتة نفذها المقاتلون المحاصرون.
وتحذر الصحيفة من أن ملف المقاتلين المتحصنين داخل الأنفاق أصبح نقطة خلاف حقيقية قد تؤخر المسار السياسي الرامي إلى تشكيل حكومة وإعادة بناء مؤسسات أمنية جديدة في غزة. وتقول مصادر عسكرية إن معالجة أزمة رفح كان يُفترض أن يقدم نموذجًا لآلية “نزع السلاح” بشكل متدرّج وسلمي، لكنه تحول عمليًا إلى أحد أبرز العوائق أمام ترتيبات ما بعد الحرب.
ويرى خبراء أن هذا الملف يكشف عمق التعقيدات التي تواجه المرحلة المقبلة؛ فطالما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن قضية تُعد صغيرة نسبيًا، فإن أي جهود أكبر لإنهاء وجود حماس العسكري أو تثبيت ترتيبات دائمة في غزة قد تصطدم بعقبات أشد تعقيدًا، وفق ما جاء في تقرير الصحيفة.



