ثابتطوفان الأقصى

وينسلاند: الاستيطان الإسرائيلي يزداد والاحتلال يتسع واستهداف المدنيين يتواصل

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

قدّم منسق عملية السلام في الشرق الأوسط وممثل الأمم المتحدة في فلسطين المحتلة، تور وينسلاند، اليوم الخميس، تقريرًا شاملاً حول تنفيذ القرار 2334 (2016)، الذي يدعو إلى وقف الاستيطان تمامًا.

وأوضح وينسلاند، الذي قدم تقريره عبر الفيديو من واشنطن حيث يلتقي بعدد من المسؤولين الأمريكيين، أن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، قد توسع بشكل كبير بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة.

وقال وينسلاند: إن نحو 6370 وحدة سكنية تمت الموافقة على بنائها، واستمرت عمليات هدم ومصادرة المباني المملوكة للفلسطينيين في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.

وأشار إلى استمرار طرد الفلسطينيين من منازلهم في القدس الشرقية، حيث غادر 188 فلسطينيًا، بينهم 111 طفلًا، مجتمعاتهم في الضفة الغربية بسبب العنف والمضايقات من قبل المستوطنين وتقلص أراضي الرعي.

وأضاف وينسلاند أن القيادة المركزية لجيش الدفاع الإسرائيلي قد أصدرت في 18 تموز/يوليو أمرًا عسكريًا يعدل أمراً صدر عام 1995 لتنفيذ اتفاقيات أوسلو، ويمنح القائد العسكري في المنطقة سلطة التخطيط والبناء في أجزاء معينة من المنطقة (ب) التي تم نقلها إلى السلطة الفلسطينية. وفي 25 حزيران/يونيو، أعلنت الإدارة المدنية عن ضم أكثر من 12700 دونم كأراضي دولة في وادي الأردن، بجانب 8000 دونم ضمت في آذار/مارس.

وأشار وينسلاند إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 2334 (2016) يدعو إلى “اتخاذ خطوات فورية لمنع جميع أعمال العنف ضد المدنيين، بما في ذلك أعمال الإرهاب، فضلاً عن جميع أعمال الاستفزاز والتدمير”.

وعبّر عن أسفه لاستمرار الصراع المدمر في غزة جنبًا إلى جنب مع العنف اليومي في الضفة الغربية المحتلة، حيث لا يسمح العدد المرتفع للحوادث المميتة بتفصيل كل شيء. وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 3920 فلسطينيًا وأصيب ما لا يقل عن 10197 آخرين من 11 حزيران/يونيو إلى 11 أيلول/سبتمبر، مما يرفع إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر إلى أكثر من 41084 قتيلًا، غالبيتهم من النساء والأطفال.

قال وينسلاند: “لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني. أشعر بالقلق إزاء ما قد يرقى إلى مستوى الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك عدم الامتثال المحتمل لمبادئ التمييز والتناسب والاحتياط”.

وشدد المسؤول الأممي على ضرورة تلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة وتحسين الظروف المعيشية غير المقبولة للمدنيين، داعيًا إسرائيل إلى فتح جميع المعابر المؤدية إلى غزة بالكامل وتسهيل تسليم المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن وغير مقيد إلى سكان القطاع وفقًا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني.

وأدان بشدة “الهجمات المروعة التي شنتها حماس وغيرها من الجماعات المسلحة الفلسطينية في إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، واستمرار احتجازها للرهائن في غزة، والقتل المتعمد لستة رهائن ظهرت على أجسادهم علامات سوء المعاملة الشديدة”.

جدد وينسلاند دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار لإنهاء المعاناة الإنسانية، داعيًا جميع الأطراف إلى مضاعفة الجهود للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن.

كما أدان المسؤول الأممي بشدة جميع أعمال العنف ضد المدنيين، بما في ذلك أعمال الإرهاب، وأعرب عن قلقه البالغ إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية.

ولفت إلى الأضرار الجسيمة التي تعرضت لها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين نتيجة عمليات قوات الأمن الإسرائيلية، محثًّا إياها على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واستخدام القوة المميتة فقط عند الضرورة لحماية الأرواح.

أعرب وينسلاند عن قلقه بشأن العدد الكبير من الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، المحتجزين من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، وزيادة عدد الفلسطينيين المحتجزين في الاعتقال الإداري منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

كما أدان الهجمات التي يشنها مستوطنون إسرائيليون ضد الفلسطينيين، بما في ذلك تلك التي تتم بتواطؤ من قوات الأمن الإسرائيلية أو باستخدام الأسلحة التي توزعها الحكومة، إضافة إلى محاولات حماس تنفيذ هجوم في تل أبيب.

وشدد وينسلاند على أن التوسع الاستيطاني وعنف المستوطنين والخطوات الإدارية الإسرائيلية الأخيرة وإعلانات الأراضي الحكومية الواسعة في الضفة الغربية المحتلة تُغيّر المشهد بشكل أساسي وتعمق الاحتلال. وأعرب عن القلق إزاء استفزازات وتحريض مسؤولين في حالات متعددة، داعيًا الجميع إلى رفضها.

كما أعرب وينسلاند عن تقديره العميق لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) وجميع موظفي الأمم المتحدة والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية، الذين يواصلون عملهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة على الرغم من المخاطر الأمنية الكبيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى