“يديعوت أحرونوت” تحذر: خطة الحكم العسكري في غزة تكرّر فشل لبنان 1982

 حذّرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، من أن خطة الحكومة لإقامة حكم عسكري مباشر في قطاع غزة تُعد تكرارًا خطيرًا لتجربة إسرائيل في لبنان عام 1982، والتي انتهت بفشل استراتيجي وانسحاب مكلف بعد سنوات من الانخراط في صراع دموي طويل.

وفي افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن الخطة الرامية إلى فرض إدارة عسكرية إسرائيلية على غزة بعد الحرب، تُعيد إلى الأذهان “أوهام الماضي”، عندما حاولت إسرائيل تأسيس نظام موالٍ لها في لبنان، وهو ما أدى إلى التورط في “وحل أمني وسياسي دام سنوات”.

وأضافت الصحيفة: “حان وقت اتخاذ قرار، واللجوء إلى العمل الدبلوماسي بدلًا من الغرق في وحل غزة كما غرقنا في وحل لبنان”، داعية القيادة السياسية إلى التراجع عن هذه الخطة التي وُصفت بأنها “خطأ تاريخي يُهدد بتكرار أكثر التجارب تكلفة في تاريخ إسرائيل العسكري”.

ووفقًا لتقارير سابقة، فإن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية قدّرت أن فرض حكم عسكري مباشر على قطاع غزة سيتطلب نشر آلاف الجنود، وتأسيس بنية تحتية أمنية ولوجستية هائلة، بتكلفة تصل إلى 20 مليار شيكل سنويًا، إلى جانب المخاطر القانونية والدبلوماسية المرتبطة بإدارة مدنية تحت الاحتلال.

وتأتي هذه التحذيرات في ظل استمرار النقاشات داخل الحكومة الإسرائيلية حول “المرحلة التالية” من الحرب، وسط تباين في المواقف بين المستويين السياسي والعسكري، بشأن مستقبل السيطرة على غزة بعد وقف إطلاق النار المحتمل.