مقالات الخامسة

د.سفيان ابو زايدة يرد على الكاتب و الروائي المصري يوسف زيدان

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

بعيدا عن كل ما قلت في السابق سواء اتفقت معك في بعض المواقف او اختلفت . لقد قرأت لك العديد من الروايات الرائعة التي كتبتها و التي جعلتني احترمك جدا .
لكن موقفك او تفسيرك لعملية تحرير الاسرى الفلسطينيين لانفسهم من سجن جلبوع غير موفق فقد خانتك ثقافتك ولم يسعفك خيالك و اسقطك جهلك بطبيعة الحياة داخل السجون الاسرائيلية و منظومة العلاقة بين السجين الفلسطيني و السجان الاسرائيلي مما جعلك تخطئ في تقديرك وفهمك لعملية تحرير الستة اسرى الفلسطينيين لانفسهم.
وهنا اود ان اضع بين بديك بعض الحقائق التي قد تجعلك تفهم ما جرى.

اولا : لم يكن عملية هروب الاسرى الستة من سجن جلبوع العملية الاولى ولن تكون الاخيرة. كانت هناك عمليات كثيرة منها ما نجح و منها ما تم اكتشافه قبل ان ينجح الاسرى في تحرير انفسهم.
في نفس السجن و بنفس الطريقة كانت هناك محاولة عام ٢٠١٤ اكتشفتها ادارة السجن و تم عزل و عقاب المعتقلين الذين حاولوا تحرير انفسهم.

ثانيا : لكي تكون هذه مسرحية يجب ان يكون لها هدف يخدم اسرائيل ، السؤال ما هو الهدف او ما هي الفائدة التي قد تعود على الاسرائيليين من مثل هكذا مسرحية؟ مع العلم ان عملية الهروب حطمت معنويات الاسرائيليين وقطعت اجازات جنودهم و ضباطهم و قيادات الاجهزة الامنية و استنفرت الاف الجنود و رجال الامن و ستكلفهم الملايين من الدولارات لكي يصلوا الى الاسرى الأبطال . وفي نفس الوقت رفعت الروح المعنوية لدى الفلسطينيين و اعادة توحيد موقفهم حول اقدس قضية لهم وهي قضية الأسرى في السجون الاسرائيلية. لقد اظهرت عملية الهروب اسرائيل على انها دولة عاجزة عن الحفاظ على امنها و قد تحولت منظومتها الامنية الى اضحوكة.
ثالثا: اما من حيث التفاصيل التي جعلتك انت و بعض العرب و حتى بعض الفلسطينيين الذين شككوا في مصداقية عملية الهروب و اعتبروها مسرحية فأنني هنا و بصفتي اسير سابق امضى اثني عشر عاما في السجون الاسرائيلية و يعرف السجون كمان يعرف كف يده بما في ذلك سجن جلبوع الذي حرر منه الاسرى انفسهم و عاش مع هذه النماذج البطولية من البشر التي لا تعرف المستحيل استطيع ان اقول لك ان هذا الامر ممكن .
ما نشرته وسائل الاعلام الاسرائيلية ان هناك فراغ في الارض ما بين اعمدة السجن الارضية و ما بين ارضية السجن ساعدت في تحقيق الاسرى لهدفهم بعد ان استطاعو فتح ثغره في ارضية الغرفه من تحت المغسله.
وبحكم وجود غرفتهم قريبة من جدران السجن الخارجية فلم يكونوا بحاجة الى حفر الكثير لكي يصلوا الى ما بعد اسوار السجن.
رابعا واخيرا الحقيقة بالنسبة لي كأسير محرر واضحة ولكن لن يمر وقت طويل لكي تكتشف انت وغيرك ممن يجهلون واقع الاسرى الفلسطينيين و عنادهم و اصرارهم و رادتهم الفولاذية ، لن يمر وقت طويل لكي تكتشفوا كم كنتم جهلاء في فهمكم لما حدث و وضعتموه في سياق المؤامرة كاقصر الطرق لتبرير جهلكم بواقع الاسر و قدرة الأسرى على تحقيق معجزات من هذا النوع يصعب على مثقف مثلك ان يستوعبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى