مسؤولة عراقية: من الضروري أن نعترِف بإسرائيل وعندما سمعت عن “المحرقة” أجهشت بالبكاء
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
قالت سحر كريم الطائي، مسؤولة كبيرة في وزارة الثقافة العراقية، لمجلة (تايمز أوف إسرائيل) العبريّة في حديثٍ خاصٍّ، إنّه من الضروري والحتمي أنْ يعترف العراق بإسرائيل وينضم إلى “اتفاقيات إبراهيم”، أيْ اتفاقيات التطبيع بين كيان الاحتلال وعددٍ من الدول العربيّة، والتي تمّ التوقيع عليها قبل سنةٍ.
ولفتت المجلّة الإسرائيليّة إلى أنّ الطائي أوضحت علانية عن آرائها يوم الجمعة في مؤتمر في كردستان العراق، أمام مئات النشطاء وزعماء العشائر العراقيين الذين أعلنوا دعمهم العلني للسلام مع إسرائيل. خلال حديثها، ناقشت الطائي طرد يهود العراق، الذين فرّ الغالبية العظمى منهم من العراق إلى إسرائيل وسط تزايد الاضطهاد بعد إنشاء الدولة اليهودية في عام 1948.
وأضافت:”لقد نظروا إلى العراق، وما زالوا ينظرون إليه، في انتظار عيني والدتهم التي يضرب بها المثل لإظهار المودة لأولادها الضائعين. إنهم ما زالوا ينتظرون اللحظة التي يعترف فيها العراق بإسرائيل كدولة لهم وبلد إخوانهم الذين يشاركونهم البلد”.
وأشارت المجلّة الإسرائيليّة إلى أنّ الطائي تتواجد في العاصمة بغداد وتشغل حاليًا منصب مديرة كبار الباحثين في وزارة الثقافة، ونافست مؤخرًا على منصب وزاري بارز.
*ما الذي دفع مسؤولة عراقية مخضرمة لدعم السلام علنا مع إسرائيل، الدولة التي لا يزال العراق في حالة حرب معها رسميا؟
-“إنّ الأمر بدأ مع والديّ، نشأت في أسرة غرست فينا مبدأ حرية التعبير وحرية الضمير، وأنْ نقول ما نشعر به وما نؤمن به”.
وفي معرِض حديثها للمجلّة الإسرائيليّة وصفت الرئيس العراقيّ الراحل، الشهيد صدّام حسين بالديكتاتور، وأضافت أنّها لم تسمع عن “المحرقة اليهوديّة” من خلال برنامجٍ إذاعيٍّ في محطّةٍ فرنسيّةٍ، وقالت “لن أنسى أبدًا المرّة الأولى التي سمعت فيها عن جريمة المحرقة، لقد دفعني ذلك إلى البكاء”.
والآن بعد أن وافقت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قررت الطائي أنّه الوقت قد حان بأنْ يحذو العراق حذو هذه البلدان، وقالت:”لقد قطفت ثمرة ناضجة، عليك أولاً أنْ تزرع بذرةً، عليك أنْ تسقيها، عليك أنْ تنتظر حتى تنمو، ثم تتفتح الأزهار، وبعد ذلك تعرف أنّ الفاكهة آتية. الشجرة كبيرة، والأزهار تتفتح بالفعل، وسرعان ما سنقطف ثمار عملنا”، على حدّ وصفها.
وأكّدت الطائي أنّها لا تخشى أي عواقب على سلامتها الشخصية، مُشدّدّة في ذات الوقت على أنّه “بسبب الإرهاب والعنف، من الضروري اتخاذ خطوة حاسمة. لم تكن عائلتي مرتاحة تمامًا حيّال ذلك، لقد كانوا قلقين عليّ، وهناك مخاطر من التعبير عن هذه الأنواع من الأفكار، ومع ذلك فإنّ هذا هو اقتناعي وهذا هو قراري،
وأضافت:”يمكننا أنْ نعيش في ظلّ قمع الإرهاب أوْ يمكننا أنْ نموت بشجاعةٍ”.
وعبّرت الطائي عن إيمانها بأنّ الدعوة التي أطلقتها هي وزملاؤها في مؤتمر أربيل ستؤثر في نهاية المطاف على السياسة العراقيّة. وقالت:”بالتأكيد إذا رأت شخصية قيادية امرأة ومدنية، في بلد مثل العراق، تنقل هذه الرسالة بهذه الجرأة أمام العالم، فمن المؤكّد أنّ أولئك الأقوياء، الذين يعيشون داخل أسوار محصنة، يجب أنْ يكونوا أكثر جرأةً”، على حدّ قولها.
وفي معرِض ردّها على سؤال المجلّة الإسرائيليّة قالت أنّ “اليوم على وجه الخصوص عندما يكون هناك نموذج متمثل في دولة الذي يتخذ هذا النوع من القرارات الجريئة للغاية، فلماذا لا يتبنون هذا النموذج المتاح الآن؟، بحسب قولها.
وخلُصت المسؤولة العراقيّة إلى القول:”سنبرز الأمر من خلال النشاط العام، وأمور مثل التصريحات التي سوف ترونها، والمزيد من الأشياء من هذا القبيل، حتى يتم تحقيق هذه النتيجة”، كما قالت.