ثابتمحليات

مشاهد مروعة في حي الشجاعية بعد انسحاب قوات الاحتلال

جثامين محللة ودمار هائل

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

لم يتعرض حي الشجاعية في غزّة لمجرد التدمير خلال العدوان عليها، بل لتجريف كامل. واللافت أن سكاناً أقاموا فيه حين كان مدمراً جزئياً، والآن لا أثر لغالبية المنازل، والجثامين المتحللة كثيرة.

بعد الانسحاب الإسرائيلي من حي الشجاعية، ليل الخميس 11 يوليو/تموز الماضي، عاد سكان الحي الذين غادروه ليجدوا منازلهم مدمرة، وجثامين المفقودين ملقاة على الأرض، وبعضها متحللة بنسبة كبيرة. جرى تجريف كل شيء. ومن شدة الصدمة عاد البعض إلى منطقة غرب غزّة، وأخبروا من ذهبوا للاطمئنان على منازلهم أن يعودوا لأن كل شيء مدمر، ولم يبقَ الشجاعية كما كان.

حوّل جيش الاحتلال الإسرائيلي حي الشجاعية شرقي مدينة غزّة إلى خراب أثناء عملية عسكرية نفذها لنحو أسبوعين، دمّر فيها مربعات سكنية بالكامل، وجرّف شوارع واستهدف البنى التحتية على طول أهم المواقع التي تفصل الحي عن مدينة غزّة وشارع صلاح الدين، بل عن الشوارع الرئيسية التاريخية المرتبطة بالأحياء القديمة، مثل شارع المنصورة وشارع السكة الذي كان شاهداً تاريخياً على خط سكة الحديد الذي يربط بين حيفا ومصر قبل النكبة الفلسطينية.

كان عدد من الشبان الغزيين يترقبون انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي في مناطق تقع على مشارف الحي ومن ناحيته الغربية، حيث اعتبر وجودهم فيها مصدر خطر على حياتهم إذ تعرّض بعضهم لإصابات، لكنهم كانوا يترقبون الانسحاب للاطمئنان على من فقدوا آثارهم من أقارب وأصدقاء أثناء الانسحاب المفاجئ من الحي.

وكانت أصعب المشاهد التي شاهدها سكان الشجاعية العائدون وجود ألبسة ممزقة لأفراد من أسرهم الذين تركوهم في الحي ولم يعرفوا مصيرهم، ما قد يشير إلى اعتقالهم واقتيادهم إلى أماكن غير معروفة. كما وجد آخرون ألبسة متحللة في منتصف الشارع، ما يدل على إعدام الاحتلال أشخاصاً اثناء محاولتهم الفرار.

واجه حي الشجاعية أثناء العدوان الإسرائيلي الحالي مجازر عدة. واقتطع الاحتلال مساحة أكثر من كيلومترين من جزئه الشرقي، وضمها إلى المنطقة العازلة التي منع وصول الغزيين إليها، كما دمّر أحياء ومناطق ومربعات سكينة. وقدّر المكتب الإعلامي الحكومي بأن حي الشجاعية من بين الأكثر تضرراً من العدوان، وأن 70% من مبانيه دُمّرت.

وعموماً لم يخرج حي الشجاعية من نكسة تدمير العدوان الإسرائيلي أجزاءً كبيرة عام 2014، وانتظار سنوات لإعادة إعمار منازله قبل أن يدمرها الاحتلال بالكامل أثناء العدوان الحالي. وهذا ما حصل مع أحمد حلس (49 سنة) الذي دمّر منزله بالكامل في عدوان عام 2014 ثم أعاد إعماره بعد 6 سنوات عام 2020 خلال فترة تفشي وباء كورونا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى