د. أحمد نور الدين في حديثٍ لـ الخامسة للأنباء.. الإنجاز المغربي أثبت أن لا شيء مستحيل والأمة العربية ما زالت حيّة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء – غزة:
هنّأ د. أحمد نور الدين، الكاتب والمحلل السياسي المختص في العلاقات الدولية، الأمة العربية وعموم الشعب المغربي الشقيق، بما حققه المنتخب المغربي من إنجاز مستحق وغير مسبوق وحصوله على المركز الرابع في كأس العالم 2022.
وقال في تصريحاتٍ خاصة بـ الخامسة للأنباء “كل التقدير والامتنان لمشاعركم النبيلة، وقد كانت فرصة لنا كعرب وكشعوب العالم أن نكتشف مجددا أن الأمة العربية حقيقة قائمة وواقع ملموس وليست مجرد أسطورة قديمة، وقد كانت هذه المشاعر الوجدانية والتفاعل العاطفي والاحتفالات بتأهل الفريق المغربي في كل المدن والقرى من المحيط إلى الخليج اكبر دليل على هذه الوحدة وهذه اللحمة الرئعة بين ابناء الأمة العربية”.
وعن تقييمه لتجربة المنتخب المغربي خلال هذه النسخة من كأس العالم، والدروس المستفادة مغربياً وعربياً، قال “كانت تجربة فريدة ورائعة، فالوصول إلى نصف النهائي واللعب في المربع الذهبي يعتبر إنجازا تاريخيا للكرة العربية والإفريقية على حد سواء، وحق له أن يكتب بمداد من ذهب في سجل تاريخ كرة القدم لهذه الشعوب”.
وأضاف “الدرس الأساس في هذا الانجاز، فهو أن لاشيء يعتبر مستحيلا إذا صممت الشعوب على تحقيقه وامتلكت الإرادة ووفرت الإمكانات والوسائل ووثقت في أبنائها وكفاءاتها لتحقيق الهدف، وما يسري على كرة القدم يسري على تحرير الأرض ويسري على كل المجالات في الحياة”.
وتابع “لا ننسى أيضا دروس القيم والأخلاق والمثل التي قدمها المنتخب المغربي من خلال الاحتفاء بأمهات وعائلات اللاعبين، ومن خلال الاعتزاز بالقيم الدينية لمجتمعاتنا من خلال مظهر السجود، ومن خلال روح التضامن والتواضع في صفوف اللاعبين وهذه كلها كؤوس ذهبية فازت بها المجتمعات العربية التي عرفت العالم بقيمها من خلال كرة القدم”.
وبالنسبة لرؤيته لردود فعل الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي على رفع لاعبي المنتخب المغربي للعلم الفلسطيني خلال مبارايات كأس العالم، قال “يستكثرون علينا حتى التضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر، طبعا هي ردود متشنجة ولا علاقة لها بالروح الرياضية ولا علاقة لها بأهداف المنافسات الرياضية، لأنه من المفروض في مثل هذه التظاهرات الرياضية أن تحمل رسائل الحب والسلام لكل شعوب الأرض، خاصة للشعوب التي لا زالت تعاني من ويلات الاحتلال ومآسي المنفى والاعتقال والحصار، والشعب الفلسطيني شعب الذي يعاني من احتلال استيطاني يستحق من كل شعوب العالم التضامن حتى يعانق الحرية والسلام”.
وأوضح لدى سؤاله عن رؤيته لتضامن ومؤازرة الشعب الفلسطيني للمنتخب المغربي، أنهم في المغرب كانت فرحتهم لا توصف باحتفالات الشعب الفلسطيني بانتصارات أسود الأطلس، قائلاً “أنا شخصيا اعتبر رفع العلم المغربي على باب العمود في القدس الشريف وعلى أسوار المدينة المقدسة أكبر هدية للمغرب، واعتبر ذلك تتويجا لا يقل عن الفوز بكأس العالم، سعادتنا اكبر من أن توصف لأننا ادخلنا الفرحة على قلوب أهلنا في فلسطين الحبيبة في غزة والضفة والقدس، وحزنا الشرف من اطرافه ونحن نستمع إلى الاناشيد والأغاني والأهازيج التي اهداها الفلسطينيون للمنتخب المغربي، نتمنى أن نحتفل جميعا بتحرير القدس”.
وفيما يتعلق بالخبرات المغربية السابقة في تنظيم كأس العالم للأندية، ومدى إسهامها في نجاح تنظيم قطر لكأس العالم، قال “أظن أنه من القيم التي يجب أن نتشبث بها جميعا قيمة التواضع، نعم المغرب ساهم بخبرته في نجاح تنظيم فعاليات المونديال في قطر، وعلى جميع المستويات الأمنية والرياضية والضيافة والوفادة، ولكن هذا لا ينقص في شيء من الجهود الجبارة لدولة قطر وشعبها وللكثير من الدول الأخرى التي ساهمت من قريب أو بعيد في جعل نسخة قطر من أفضل نسخ كأس العالم منذ بدايته، ولكن النجاح في البداية والنهاية هو نجاح لقطر شعبا وحكومة فهنيئا لهم على هذا النجاح وهذا التألق الذي يشرف كل الشعوب العربية”.
ووجه نور الدين، من خلال الخامسة للأنباء، رسالةً للأمة والشعوب العربية، مفادها أن الالتفاف حول المنتخب المغربي لكرة القدم أثبت أن الأمة العربية لازالت حية ولم تمت كما أشاع أعداؤها، مردفاً “علينا أن نستثمر هذا الشعور الوحدوي لنهضة شاملة تزيل الحدود الوهمية بين بلداننا، وتحقق التأهل للمربع الذهبي للأمة العربية ليس في كرة القدم فقط ولكن ايضا في تملك التكنولوجيات الحديثة والصناعات المتطورة والبحث العلمي في الجامعات والمختبرات العربية والمستشفيات، وفي التنمية الاقتصادية والزراعية.. دون أن ننسى أولاً وأخيراً التأهل لتحرير فلسطين وعاصمتها القدس الشريف”.