شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الخامسة للأنباء – تقرير إيمان نشبت
في الذاكرة تتربع تواريخ تُسطر بطولات الشعب الفلسطيني، ورغبته الدائمة بتحقيق التحرير عن طريق المقاومة والكفاح المسلح ، فلا يمكننا أن ننسى نتجاوز أو نتجاهل بطولات سُطرت بدماء أبطالنا الشهداء ورسم حدودها أبطالنا وجرحانا
اليوم اجتهدنا لنسلط الضوء ولنسرد جزء من الحكاية ،حُفر تاريخه بالدم وبذاكرتنا المشرفة 17 أكتوبر، من العام 2001 ،حينما تمكنت مجموعة من الرفاق في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى – الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من تنفيذ عملية بطولية، تم من خالها اغتيال وزير السياحة “الإسرائيلي” الأسبق رحبعام زئيفي، التي تعتبر من العمليات النوعية التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني.
وقد جاءت العملية رداً على اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى، بعدما أغارت طائرات الأباتشي الصهيونية على مكتبه في مدينة رام الله وسط الضفة المحتلة، بتاريخ 27 أغسطس 2001، ليأتي الردّ البطولي والثوري من مُقاتلي الجبهة بعد أقل من شهريْن.
تنفيذ العملية
بدأت العملية صباح يوم الأربعاء الموافق 17/10/2001 حينما دخل 3 من مُقاتلي كتائب أبو علي مصطفى، وهم: مجدي الريماوي وحمدي قرعان وباسل الأسمر، فندق ريجنسي “الإسرائيلي” في القدس المحتلة، فجراً، بعد عمليات رصد ومراقبة استمرت عدة أيام تنكر المنفذون لحظة دخولهم الفندق وهم يحملون المسدسات الكاتمة للصوت، وكان وزير السياحة الإسرائيلي رحبفعام زئيفي قد خرج من غرفته داخل الفندق لتناول الفطور في قاعة الطعام، فانتظر البطل حمدي القرعان عودته، وبعد ربع ساعة عاد الوزير الصهيوني متجهاً إلى غرفته، فقام حمدي بمناداته قائلًا “هيه”، ليلتفت زئيفي، وسرعان ما أطلق قرعان النار عليه، فاستقرت 3 رصاصات في رأسه ما أدى إلى إصابته إصابة بالغة الخطورة، فيما كان باقي أعضاء المجموعة يقوموا بتأمين المكان.
ضربة معلم
شكل قتل المتطرف رحبعام زئيفي، صدمةً للإسرائيليين، على المستوى السياسي والشعبي، واختراقًا لجميع الحصون الأمينة لدولة الاحتلال.
وأثبتت الجبهة الشعبية في هذه العملية أن يدها ويد الثورة طويلة وتستطيع الوصول لكبار القتلة والجنرالات والوزراء الصهاينة، وأثبتت المقاومة أن البطولة دائمًا ممكنة في حال توفر الإرادة والكفاءة السياسية، وأن التواطؤ الداخلي مع التنسيق الأمني قد يضر أو يعطل في بعض الأحيان، لكن إرادة المقاومة الصلبة نافذة رغم كل شئ.
التبني الرسمي للعملية
أصدرت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى بيانًا رسميًا، تبنت فيه العملية قالت فيه “أنّ مجموعة الشهيد وديع حداد الخاصة التابعة لكتائب الشهيد أبو على مصطفى أقدمت على اغتيال رمز من رموز الحقد الاسرائيلي، رحبعام زئيفي، صاحب فكرة الترانسفير العنصرية”.
وأردف البيان “ليعلم الإرهابي شارون أن الدم الفلسطيني ليس رخيصًا وأن من يستهدف قيادات ومناضلي الشعب الفلسطيني لن يبقى رأسه سالمًا”.
وأكد البيان “من الآن وصاعدًا سيكون كل المستوى السياسي الاسرائيلي هدفًا لمجموعاتنا الخاصة .. وسنلقنهم دروسًا مؤلمة كردّ على جريمة اغتيال القائد أبو على مصطفى وأكثر من 60 مناضلًا فلسطينيًا”
الاعتقال والمحاكمة
بينما كان مقر المقاطعة في رام الله الذي كان يتمركز فيه الرئيس الشهيد ياسر عرفات محاصراً بالدبابات الصهيونية، في 24 أبريل 2002، وكانت كنيسة المهد محاصرة أيضاً وبداخلها المئات، وتحت وطأة الضغط الأمريكي والتهديد الصهيوني تشكلت محكمة عسكرية من قضاة ومحامين ممن كانوا محاصرين في المقاطعة مع الرئيس عرفات.
وفي أعقاب هذا الحكم، عقد اتفاق بوساطات بين السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال والولايات المتحدة وبريطانيا على سجن المنفذين في أريحا تحت رقابة أمريكية وبريطانية والمقصد كان عدم تسليمهم للاحتلال تحت أي ظرف
ثم بعد ذلك في عهد الرئيس أبو مازن تم اقتحام سجن أريحا من قبل قوات الاحتلال وتم اعتقال الخلية الرباعية والأمين العام للجبهة أحمد سعدات والقائد اللواء فؤاد الشوبكي المسؤول عن سفينة كارين ايه