ماجد أبو شمالة لـ الخامسة للأنباء: قضيتنا الوطنية لم تعد الأهم على مائدة صنع القرار العربي والدولي بسبب قراراتنا خلال العقدين الماضيين
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الخامسة للأنباء – غزة:
حيا ماجد أبو شمالة، القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، بمناسبة ذكرى النكسة الفلسطينية الأليمة “حرب حزيران”، شهدائنا وجرحانا وأسرانا ومناضلين شعبنا الذين أفنوا أعمارهم دفاعاً عن قضية أمنوا بها وكرسوا حياتهم لها.
وقال أبو شمالة للخامسة للأنباء، أن القضية الفلسطينية هي القضية الأنبل في تاريخنا المعاصر، حيث يقف شعبنا بسواعده العارية جدار صد يدافع عن الأمة العربية والإسلامية، ويتصدى لأبشع احتلال عرفه التاريخ، رافضاً الانحناء والخضوع رغم كل الجبروت والإجرام الذي يتعرض له في محاولات فاشلة لاقتلاعه من أرضه، وأمته، وطمس هويته ووجوده.
وأضاف <على الرغم من رائحة الألم التي تطل علينا بمرور شبح هذه الذكرى الموجعة في تاريخ أمتنا وشعبنا الفلسطيني، الذي فقد قطع عزيزة عليه من وطنه وعلى رأسها مدينة القدس ومقدساتها الأقصى والقيامة، إلا أنها أيضاً تذكرنا بقوة عزيمة هذا الشعب الذي رفض الانكسار والهزيمة، واتخذها منطلق لإعادة الهيبة والكرامة للامة في حرب الكرامة وانه عندما أراد صنع من المستحيل واقع وحقيقة أذهلت العدو والصديق>.
وتابع <فعندما تحدد الهدف العظيم وتوحد البرنامج تجندت الطاقات والتف حوله الجميع وجاءت النتائج عزة وكرامة، وهذا ما نفتقده هذه الأيام، هو غياب الرؤية والبرنامج المُجمع عليه، وخلفت حالة التفرد في القرار ومحاولة إقصاء الآخر بروز رؤوس عدة تتحدث باسم الشعب الفلسطيني، بعد أن كان يحكمه ويتحدث باسمه رأس واحد يعبر عن طموحه وآلامه وآماله في حالة من الانسجام والتناغم، وان اختلفت الآراء في حينه على تكتيكات تحقيق الهدف إلا أن الهدف ذاته يحظى بإجماع الكل>.
وأكد على عظم تضحيات الشعب الفلسطيني بقوله <شعبنا عظيم وقادر على صناعة المعجزات، وقهر المستحيل، وقد تحمل ما لا يتحمله احد، إلا انه بحاجة الى قيادة قادرة على تسخير طاقاته وتوحيد قواه المشتتة والمبعثرة وانتشاله من حالة التيه التي يعيشها، الأمر الذي لن يحدث طالما أننا نعيش حالة الانقسام السياسي وفي ظل اختلاف الرؤى و البرامج و التفرد بالقرار ومحاولة السيطرة على مؤسسات الشعب وتفصيلها لخدمة غايات فئوية ضيقة>.
وأكمل عبر الخامسة للأنباء <واهم من يظن أن شعبنا عاجز أو ضعيف غير قادر على حماية مصالحه ؛ لكنه يعيش حالة من التيه نتيجة لافتقاده لقيادة تؤمن بالأهداف الكبيرة والعظيمة، أظن أننا بحاجة لإعادة تصويب مسار والتفكير ملياً فيما وصلت له قضيتنا الوطنية نتيجة للتمترس خلف برامج ورؤى سياسية عقيمة وغير مجدية ومقنعة لشعبنا قبل غيره ويتعالى عليها الاحتلال ويرفضها قولاً وفعلاً>.
واستطرد <بات من الواجب التخلي عن الخيار الواحد والبحث عن خيارات أخرى معاً، كل مكونات الشعب الفلسطيني وفصائله وقواه الحية وإعادة الحياة لمؤسسات الشعب الفلسطيني، التي عُطلت بقصد لتعود مُمثل لكل أبناء هذا الشعب ومصدر لقراراته و رؤيته، ودون ذلك ستبقى سفينة الشعب الفلسطيني مُوحلة لا تقلع ومن يدفع الثمن هم أبناء شعبنا>.
وعن رؤيته لمكانة القضية الفلسطينية وحضور الدور العربي بعد 55 سنة من النكسة، قال <بمرارة نقول أن قضيتنا الوطنية أصبحت بحالة قصور متسارع، وتتراجع بشكل يومي على كافة المستويات الداخلية والخارجية الرسمية والشعبية، ولم تعد كما كانت هي قضية العرب المركزية، ولم تعد الملف الأهم على مائدة صنع القرار في الإقليم والعالم كما كانت دوماً، وقبل أن نلوم أحد على هذا الوضع الذي وصلنا له علينا أن نلوم أنفسنا، وقبل أن نشتكي من ضعف الموقف العربي، علينا أن ننظر بروية إلى موقفنا الداخلي وقراراتنا التي اتخذناها خلال العقدين الماضيين، والحال الذي وصلنا له من ضعف المؤسسات، وتعطيلها، وانقسام الواقع الفلسطيني، واختلاف البرامج ولعب الاحتلال على وتر من له شرعية تمثيل الشعب الفلسطيني، وتسويق ذلك دولياً>.
وختم بالقول <أعتقد أنه بات من الحتمي علينا العمل على استخلاص العبر والجلوس لتقييم المرحلة السابقة بأكملها، والعمل سريعاً على جمع كلمة الشعب الفلسطيني في مجلس وطني يمثل كل أطيافه، ويخرج ببرنامج سياسي موحد يحتشد خلفه الجميع، وتوحيد كلمة شعبنا في منظمة التحرير، ولكن كمنظمة حية فاعلة على مقاس الشعب الفلسطيني وليس على مقاس الأفراد والأشخاص والغايات الفردية والفئوية الضيقة ،اذا اردنا أن نُعيد الألق والحياة لقضيتنا التي تحتضر رغم الثمن الباهض الذي يدفعه شعبنا يومياً بدماء أبناءه النازفة في الضفة وغزة>.