تقارير

صاحب المشهد الأجمل.. شهيدًا

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء – كتب سعيد شلو:

قبل أشهر فقط، حازت صورته على لقب “المشهد الأجمل”، الفدائي الملثم المطل من نافذة منزل في مخيم جنين، يتصدى بسلاحه لأحد اقتحامات قوات الاحتلال – وما أكثرها- للمخيم، مشهد أثلج صدور المواطنين حينها، وتداولت منصاتهم صورة ستبقى محفورة في ذاكرتهم، لكن صاحب المشهد الأجمل ظل مجهولا، لأن الفعل أهم من الفاعل.

أمس الاول الإثنين، ارتقى صاحب الصورة الأجمل الى العلياء شهيدا، كان أول شهداء عدوان الاحتلال على جنين، ليتم الكشف عن هوية الفدائي الملثم الشرس، إنه أحد أسود كتائب شهداء الأقصى في مدينة جنين الشهيد سميح فراس أبو الوفا، نجل أمين سر حركة فتح اقليم جنين فراس أبو الوفا، خلال تصديه لعدوان الاحتلال الذي لم يجد سبيلا لوأد شجاعة المقاتل سوى قصف المنزل الذي تحصن فيه في قلب مخيم جنين، في اليوم الأول من العدوان على مخيم الصمود والبطولة.

رغم أنه لم يتجاوز العشرين من عمره، إلا أن الشهيد أبو الوفا أثبت أن الشجاعة فعل مـتأصل في الجينات الفلسطينية، ذلك الملثم الصلب خرج قبل شهور من الأن ممتشقا سلاحه، مقبلا نحو الشهادة عبر نافذة أحد البيوت في مخيم جنين، مدافعا عن مخيمه وعن منزله، ومجسدا الرفض لفكرة اللجوء.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وعن قصة الصورة كتب أحد أصدقائه، أن “أبو الوفا”، أوصى أصدقاءه أن تبقى هوية صاحب الصورة مجهولة حتى استشهاده، وكان له ما أراد.

بفخر واعتزاز قل نظيرهما، ودع أهالي مخيم جنين الشهيد ابو الوفا، فارسا مغوارا آخر ترجل عن صهوة حصانه مستقبلا الشهادة مقبلا غير مدبر، فكان هو ومن سبقوه ومن ينتظرون رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا.

يقول الناطق باسم حركة فتح- إقليم جنين فراس أبو الوفا وهو والد الشهيد سميح: “الحمد الله رب العالمين ابني طلب الشهادة ونالها، لم أتحدث معه إلا لثوان أو دقائق معدودة، ثم انقطع الاتصال معه، ثم تم قصفه ومن معه في داخل المنزل في قلب المخيم، الرحمة لشهداء الحرية وشهداء الاستقلال، ولمن اختاروا درب الشرف والبطولة من أجل الدفاع عن فلسطين ضد هذا الاحتلال، الذي لا يمارس إلا لغة الإجرام وسلوك الفاشية، والذي يرتكب المجازر يوميا”.

استشهد سميح أبو الوفا، وسبقه المئات من أهالي المخيم، وعلى دربهم ما زال العشرات منهم “شهداء مع وقف التنفيذ”، بينما يواصل المخيم أسطرة حكاية الفدائي الفلسطيني ويعيد إلى الذاكرة صلابة أبو جندل وعزيمة طوالبة وإقدام زياد العامر، ويحيي من جديد أسطورة “جنين-جراد”.. تتشابه الليالي وتتبدل أسماء الشهداء، ويبقى المخيم الذي لا تتجاوز مساحته الثلاثمئة وسبعين دونما يقدم لـ”الأسطورة درس التواضع” كما يقول شاعر فلسطين الكبير محمود درويش.. مات الموت، والمخيم لم يمت.

منقول عن الحياة الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى