الرئيسيةتقارير

22 عاماً على اندلاعها..
انتفاضة الأقصى .. ميراث الدم والكرامة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

تقرير خاص | محمد وشاح

22 عاماً مرّت على اندلاع الشرارة الأولى للانتفاضة الثانية، عقب اقتحام المجرم أرئييل شارون، لباحات المسجد الأقصى، مع قطعان المستوطنين وجنوده المدججين بالسلاح لتمتد شرارتها المشتعلة إلى كل الأراضي الفلسطينية ليسطر أبناء الشعب الفلسطيني خلال سنواتها الخمس أعظم بطولات التضحية والفداء .

أسباب اندلاع انتفاضة الأقصى ؟

في صبيحة يوم الخميس 27 سبتمبر/أيلول عام 2000م، اقتحم زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون المسجد الأقصى بحماية الآلاف من الجنود المدججين بالسلاح، وبموافقة كاملة من حكومة الاحتلال آنذاك، فكانت تلك الساعات هي بمثابة الشرارة الأولى لإنطلاق الإنتفاضة الثانية، والتي عُرفت فيما بعد باسم “انتفاضة الأقصى” بعد أن دعمها وتبناها الرئيس الشهيد ياسر عرفات وقتها

وساهم الحصار السياسي والعسكري الذي أحاط بمنظمة التحرير الفلسطينية خارج البلاد والتضييق الذي يحيط بالفلسطينيين في الداخل منذ عشرون عام، في إشعال فتيل النضال الذي أخذ صورا جديدة وتأسس على قواعد جديدة، حيث أصبحت إمكانية التحرير من الداخل شيئا حتميا، خصوصاً أن الكفاح المسلح من الحدود المجاورة بات يواجه صعوبات كثيرة ما ولد لدى الفلسطينيين في الأراضي المحتلة الوعي بأن لهم دورا في النضال باعتبارهم أكثر قدرة على التحرك.

وشهد العام الذى سبق إنفجار بركان الانتفاضة عدة انتفاضات وهبات صغرى تمثلت في سلسلة من العمليات الفدائية داخل الأراضي المحتلة .

وتميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.

أبرز أحداث الإنتفاضة

30 أيلول- سبتمبر 2000: وثق صحافي فلسطيني عملية إعدام الطفل محمد الدرة (11 عاماً) على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي في شارع صلاح الدين بغزة، ما أجج فتيل الانتفاضة

1 أكتوبر – تشرين الأول 2000: نظم الفلسطينيون في مدن الداخل مظاهرات واسعة وغير مسبوقة قتلت خلالها الشرطة الإسرائيلية 13 منهم، ليسجّل هذا الحدث في ذاكرة فلسطينيي الداخل باسم “هبّة أكتوبر”، ويصار إلى إحيائه بشكل سنوي.

12 أكتوبر – تشرين الأول 2000 قصفت طائرات “أباتشي” المروحية مقرات للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد مقتل أحد جنود الاحتلال على أيدي متظاهرين برام الله.

26 أكتوبر 2000 : أوّل عملية استشهادية خلال الانتفاضة؛ وقعت في غزة، ونفّذها الشهيد نبيل العرعير من الجهاد الاسلامي

9 نوفمبر/تشرين الثاني 2000: بدأت إسرائيل بسياسة الاغتيالات واغتالت حسين عبيات في بيت لحم، وهو أحد مؤسسي كتائب شهداء الأقصى.

27 أغسطس/آب 2001: اغتالت إسرائيل، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى.

17 أكتوبر 2001: قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باغتيال الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي، ردًا على إغتيال أمينها العام أبو علي مصطفى.

26 أكتوبر/تشرين الأول 2001: سقط أول صاروخ محلي الصنع داخل مستوطنة سديروت شمالي قطاع غزة، وتبنت الصاروخ في حينه كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، وقد أطلقت عليه اسم “قسام 1”.

27 يناير/كانون الثاني 2002: أصبحت وفاء إدريس من حركة فتح أول امرأة تنفذ عملية استشهادية في الانتفاضة الثانية، بعد أن فجّرت نفسها بحزام ناسف في مدينة القدس ما أسفر عن مقتل مستوطن وإصابة آخرين.

28 مارس/آذار 2002: انعقدت القمة العربية في بيروت وأسفرت عن مبادرة سعودية تحولت إلى مبادرة عربية أبرز ما تنص عليه “إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل، وتطبيع العلاقات معها، لكن إسرائيل رفضت المبادرة.

29 مارس/آذار 2002: بعد القمة بيوم واحد اجتاحت إسرائيل كافة المدن والقرى الخاضعة للسيطرة الفلسطينية في عملية أطلقت عليها “السور الواقي”، تزامنًا مع معارك واشتباكات مسلحة وباستخدام المتفجرات خاصة في مخيمات الضفة الغربية، فارتكبت إسرائيل مجازر كان أبرزها مجزرة مخيم جنين .


22 مارس/آذار 2004: اغتالت إسرائيل مؤسس حركة “حماس” الشيخ أحمد ياسين فور انتهائه من صلاة الفجر.

وشهدت الاجتياحات الإسرائيلية للمحافظات الفلسطينية حدثين بارزين هما: محاصرة مقر الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات بمدينة رام الله والذي بدأ مع الاجتياح الإسرائيلي في 29 مارس 2002 واستمر 3 سنوات؛ وحصار كنيسة المهد بمدينة بيت لحم الذي استمر من 2 إبريل/نيسان 2002 لغاية 10 مايو/أيار.

11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004: إغتيال الرئيس ياسر عرفات بالسم.


قناة واتس اب الخامسة للأنباء

من الحجارة إلى الكفاح المسلح

وتميزت انتفاضة الأقصى بالعمليات الفدائية التي ضربت أمنه الهش في مقتل وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف المغتصبين الصهاينة.

وتفوقت فصائل المقاومة الفلسطينية، في العمل المقاوم بعدد العمليات الاستشهادية ونوعيتها ومن أبرزها عمليات كل من الشهداء عبد الباسط عودة وسعيد الحوتري ومحمد القصير وآيات الأخرس ومحمد فرحات وغيرهم كثر.

ولم تقتصر العمليات الفدائية على الاستشهادية منها بل تعاضدت مع عمليات اقتحام للمواقع والحواجز الإسرائيلية وصولا إلى حرب الأنفاق، والتي كان لها الأثر البالغ لانسحاب الاحتلال من قطاع غزة.

أبرز العمليات الفدائية

▪ في 26 أكتوبر 2000 نفّذ الاستشهادي الأول نبيل العرعير أوّل عملية استشهادية في الانتفاضة الثانية، قُرب موقع “كسوفيم”، أسفرت عن إصابة واحدة.

▪ عمليّة الحوتري: في 1 يونيو 2001 نفّذ سعيد الحوتري عمليته في “نادي دولفيناريوم” في تلّ أبيب، ممّا أدى إلى مقتل 22 إسرائيلياً وإصابة 83 آخرين.

▪ وفي 27 يناير 2002 نفّذت الاستشهادية وفاء إدريس عمليةً في القدس، أدّت إلى مقتل مستوطن وإصابة آخرين.

▪ وفي 3 مارس 2002 نفّذ الفدائي ثائر حمّاد إحدى أكبر العمليات العسكرية على حاجز “عيون الحرامية” شمال رام الله المحتلّة، تمكن خلالها من قتل 10 إسرائيليين باستخدام بندقية M1.

▪ عمليّة عودة في 27 مارس 2002: تمكّن الاستشهادي عبد الباسط عودة من تنفيذ إحدى أكبر عمليات الانتفاضة الثانية، في فندق “بارك” في مدينة نتانيا المحتلّة، ممّا أدّى إلى مقتل 30 إسرائيلياً وإصابة 144 آخرين.

▪ عملية “كمين جنين” 9 أبريل 2002: مقتل 13 جندياً إسرائيلياً في كمين في مخيّم جنين.

▪ عملية تفجير “الجامعة العبريّة”31 يوليو 2002: تفجير “الجامعة العبرية” في القدس المحتلّة، ردّاً على اغتيال صلاح شحادة، ممّا أدّى إلى مقتل 9 إسرائيليين.

▪ عمليّة جرادات 4 أكتوبر 2003: فجّرت الاستشهادية هنادي جرادات نفسها في مطعم “مكسيم” في حيفا، ممّا أدّى إلى مقتل 21 إسرائيلياً وجرح 48 آخرين.

▪ عمليّة الرياشي 14 يناير 2004: نَفذت الفدائية ريم الرياشي عمليةً استشهادية قرب حاجز بيت حانون، أدّت إلى مقتل 4 جنود إسرائيليين، وإصابة 10 آخرين.

بالاضافة لسلسة عمليات نوعية استشهادية للاستشهادي محمد القصير ونبيل مسعود وأيمن جودة وغيرهم من ثلة الأبطال

الانتفاضة في أرقام

بلغ إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين الذين قضوا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى بلغ 4414 شهيداً، في حين بلغ عدد المصابين 48000 جريحاً، ووصل عدد من تم أسرهم أكثر من 9800 مواطن فلسطيني.

كما بلغ عدد الشهداء من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً بلغ 826 شهيداً، فيما بلغ عدد الشهداء الذين تعرضوا لسياسة الاغتيالات والتصفية المباشرة 455 شهيداً.

وأن عدد الإناث اللواتي تعرضن للقتل من على يد قوات الاحتلال بلغ 289 شهيدة، بينما سجل عدد الشهداء من المرضى الذين سقطوا جراء إعاقتهم على الحواجز العسكرية الإسرائيلية 142 شهيداً، مشيراً إلى أن عدد شهداء اعتداءات المستوطنين بلغ 65 شهيداً في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفق مركز المعلومات الوطني التابع للهيئة العامة للاستعلامات.

وأفاد التقرير بأن عدد شهداء الطواقم الطبية والدفاع المدني في هذه الفترة بلغ إلى 36 شهيداً، فيما استشهد 9 من الصحفيين، و220 من الحركة الرياضية.

فيما رصدت تقارير رسمية انتهاكات الاحتلال الصهيونية، وأن 845 طالباً من طلبة المدارس والكليات استشهدوا برصاص جيش الاحتلال.

وأن آلة الحرب الإسرائيلية دمرت قرابة 645 منشأة مدنية وأمنية في الضفة والقطاع، وبلغ إجمالي منازل المواطنين التي تضررت بشكل كلي أوجزئي ما يقارب 71470 منزلاً، منها 7628 منزلاً تضرر بشكل كلي.

وكان من أشد نتائج الانتفاضة سوءاً، هو بناء جدار الفصل العنصري، الذي يبلغ طوله 728 كم، ويلتهم 23% من أراضي الضفة الغربية، خاصة في مناطق جنين وقلقيلية وسلفيت والقدس، كما يفصل 36 قرية “72000” مواطن عن أراضيهم الزراعية، ويقسم الضفة الغربية الى كنتونات منفصلة، وضم 11 قرية فلسطينية “26 ألف نسمة” الى أراضي الـ48، إضافة إلى حرمان الفلسطينيين من 50 بئر مياه جوفي توفر 7 ملايين متر مكعب من المياه تقع ضمن الأراضي التي تم الاستيلاء عليها.

تحرير قطاع غزة

يُعتبر تحرير قطاع غزة من الاحتلال الصهيوني من الإنجاز الأهم والأبرز للمقاومة الفلسطينية في انتفاضة الأقصى، إذ وجد شارون “صاحب نظرية تل أبيب كنتسريم” نفسه مجبراً إلى إعلان الانسحاب من غزة وبعض مغتصبات شمال الضفة الغربية.

وشكل هذا القرار أول حالة اندحار قسري للاحتلال، وتحرير لجزء من الأرض المحتلة بسلاح المقاومة الفلسطينية، وبدأت “إسرائيل”، في منتصف آب/أغسطس 2005، بإخلاء مستوطناتها في قطاع غزة، في حدث تاريخي، لم يسبق أن شوهد من احتلال فلسطين عام 1948.

وكان ذلك الإنجاز التاريخي نتيجة لانعدام أمن مستوطنيه في غزة وارتفاع كلفة حمايتهم تحت ضربات قذائف الهاون وتفجير أبراج الحراسة بأنفاق من تحتها واقتحامها بعمليات فدائية.

كما شكّل الاندحار الإسرائيلي عن قطاع غزة تراجعاً واضحاً للمشروع الإسرائيلي وانتصاراً لخيار المقاومة الفلسطينية، وثمرة لنضالات الشعب الفلسطيني المتواصلة والتضحيات الكبرى التي قدمها ومقاومته الباسلة لدحر الاحتلال.

ودام الاحتلال العسكري لمدة 38 عاماً، بعدما فرضت ضراوة المقاومة الفلسطينية وبسالتها واقعاً جديداً في مواجهة الاحتلال وإيلامه.

وشمل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة إفراغ 21 مستوطنة، كانت تحتل نحو 35 ألفًا و910 دونمات من مساحة القطاع الإجمالية، التي لا تتعدى نحو 360 كيلومترًا مربعًا، وتزامناً مع بدء الإنسحاب، شرع الاحتلال ومستوطنوه بهدم مستوطناتهم وبيوتهم، ويفجرونها، حتى لا يتركوا وراءهم أي غنائم أو مبان صالحة للسكن، يستفيد منها الفلسطينيون، فيما ذكرت إحصائيات أن نحو 2000 منزل و26 كنيسًا دمر بالكامل.

ورغم التحديات والأوضاع الصعبة، إلا أن الشعب الفلسطيني لا يزال يواصل يكافح بكافة الطرق، التصدي لإعتداءات الاحتلال وجرائمه والمستمرة بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس، التي تشكل قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى