” أيقونة الانتفاضة”.. فارس عودة 22 عاماً على مواجهة الميركافا
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء| علاء أبو محسن
توافق اليوم ذكرى “انتفاضة الأقصى”، التي انطلقت شرارتها الأولى في الثامن والعشرين من أيلول/ سبتمبر عام 2000م، والذي كان أبرز رموزها الشهيد فارس عودة، والذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب حاجز “كارني” شرقي قطاع غزة، في اليوم الثامن من نوفمبر/ تشرين ثاني.
بإرادته الصلبة وإيمانه الراسخ بقضيته العادلة منذُ نعومة أظافره، والسعي نحو الوصول للشهادة، مقارعاً للاحتلال بحجارةٍ منحها قيمة كبيرة حين يرجم دبابته وجنوده إبَّان انتفاضة الحجارة، مواجهاً أعتدى متغطرس على وجه الأرض.
أنعام فؤاد عودة، صاحبة الـ 62 عاماً، والدة الشهيد فارس، قالت لـ ” للخامسة للأنباء ” في الذكرى الـ 22 لاستشهاده، ” بتذكر أنه اليوم مستشهد، بكل مناسبة بتحصل في بيتي يوجد فراغ والفرحة ناقصة من بين أخوته، نيالي فيه رافعة رأسي فيه وين ما أروح”.
وأردفت بمشاعر الفخر والاعتزاز بفلذة كبدها قائلة، ” فارس استبدل طريقه إلى المدرسة منذ بدايات شهر أكتوبر عام 2000، فأصبحت تجاه مستوطنة “نتساريم” وحاجز المنطار، فكانت له خططه في الاختباء والتخفي من القبض عليه متلبساً بآثار المواجهات، فقرب المدرسة كان فارس يُخبئ ملابساً يستخدمها يومياً خلال المواجهات، وحين ينتهي يُبدلها بملابسه النظيفة التي خرج بها صباحاً للمدرسة.
وتابعت والدة أيقونة الانتفاضة الشهيد فارس عودة،” عشرات المرات أحضرته من نقاط التماس مع قوات الاحتلال، وفي كثير من الأوقات يبقى مقارعاً مواجهاً المحتل حتى ساعات متأخرة من الليل، في أجواء شديدة البرودة”.
وتُكمل حديثها وتسرد الأحداث والذكريات مع ولدها قائلة،” وفي ذات مرة وصل فارس البيت في ساعة متأخرة وحين وصوله وجدني أنتظره وكانت ملابسه مصبوغة بدماء الشهداء، فسألته ما هذه الدماء ي فارس، أجابني أن الاحتلال ارتكب مجزرة بحق الشبان المتواجدين على خط المواجهة ، وبقيت من أجل مساعدة الشبان الثائرين”.
وكانت أم فارس ترقب مُهجة قلبها يكبر أمام عيانها تحلم أن يُصبح ضابطاً في الشرطة الفلسطينية من أجل تقديم الخدمة لمجتمعه، الذي يُعاني الويلات من أثر الاحتلال الإسرائيلي الذي أقلى بظلالها على كافة مناحي حياتهم.
فارس هو الابن السادس في أسرة مكونة من تسعة أبناء 7 أولاد اثنان منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبنتان)، تروي والدته أنعام التفاصيل بمشاعر الاشتياق لحنان ولدها التي تصفه ” فارس كان حنوناً جداً يوجد له اثنان من أخوته من ذوي الاحتياجات الخاصة، عندما يصل البيت بعد مغادرة المدرسة يعطف عليهم يمازحهم يأكل معهم يبقى بجانبهم دوماً، لم أجد في حنانه بين أبنائي وحارتي التي أعيش فيها”.
واختتمت أم الشهيد فارس عودة موجها ندائها إلى القيادة الفلسطينية أن يبقى أهالي الشهداء على سلم أوليات مهامهم.