ثابتطوفان الأقصى

فايننشال تايمز: العملية المكثفة برفح قد تكون ضربة حاسمة للعلاقة المتدهورة بين إسرائيل وإدارة بايدن

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

شبكة الخامسة للأنباء _غزة

كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن أن العملية المكثفة لإسرائيل برفح قد تكون ضربة حاسمة للعلاقة المتدهورة بينها وبين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن صبر بايدن على العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة بدأ ينفد.

فبعد أيام فقط من وصف سلوك الرد الإسرائيلي على عملية طوفان الأقصى التي وقعت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بأنه «تجاوز الحد»، قدم الرئيس الأمريكي طلبا محددا وفوريا يوم الإثنين الماضي.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وقال بايدن إن العملية العسكرية المخطط لها في رفح، المدينة الواقعة على طول الحدود مع مصر والتي لجأ إليها 1.5 مليون شخص، يمثلون أكثر من نصف سكان غزة، بحثا عن ملاذ بعد أن أجبروا على ترك منازلهم، «لا ينبغي أن تستمر»، دون «خطة ذات مصداقية لضمان عدم تعرض الأشخاص هناك للأذى».

وأضاف بايدن أنهم «ضعفاء وبحاجة إلى الحماية».

ولم يذكر بايدن تفاصيل العواقب، ولم يدن الهجوم المحتمل على رفح بعبارات صارخة مثل حلفاء الولايات المتحدة مثل أستراليا وكندا ونيوزيلندا، الذين أصدر قادتهم بيانا مشتركا هذا الأسبوع حذروا فيه من أن العملية ستكون «كارثية».

لكنه أوضح، يوم الجمعة، أن «توقعه» هو أن الإسرائيليين لن يقوموا بأي «غزو بري واسع النطاق» بينما كانت المفاوضات بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار للسماح بالإفراج عن المحتجزين لدى حماس مستمرة.

نقطة تحول

وتشير هذه التصريحات إلى مصير رفح كنقطة تحول محتملة في العلاقة بين واشنطن والقدس، والصراع في الشرق الأوسط.

وقد وقف المسؤولون الأميركيون، بمن فيهم بايدن، باستمرار إلى جانب إسرائيل منذ بدء حربها ضد حماس، لكن تسامحهم يؤدي بسرعة إلى تآكل نهج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاهها والأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن الغارات الإسرائيلية خلفت أكثر من 28775 شهيدا، و68552 جريحا، كما دمرت حوالي 80% من المنازل والمباني في شمال غزة.

وتحذر وكالات الأمم المتحدة من أن ربع سكان القطاع على الأقل معرضون لخطر المجاعة.

وضغطت الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، والعمل مع السلطة الفلسطينية لصياغة خطة ما بعد الحرب، ومعالجة الاضطرابات المتفاقمة في الضفة الغربية، ولكن دون نجاح.

وتعهد نتنياهو يوم الأربعاء بـ«عمل قوي» في المدينة لتحقيق «النصر الكامل» في غزة.

وإذا تجاهلت إسرائيل تحذير بايدن وواصلت هجوما بريا شديد الوطأة في المدينة غير آبهة بحياة المدنيين، فإن ذلك سيضر بالجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين والمحاولات الدبلوماسية للتوسط في تسوية أوسع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده.

لكنه قد يؤدي أيضًا إلى وصول العلاقة المتوترة بين بايدن ونتنياهو إلى نقطة الانهيار، ويهدد برد فعل عنيف أوسع من الديمقراطيين في الكابيتول هيل حيث يأمل الرئيس الأميركي في تعزيز دعم الحزب قبل محاولته إعادة انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني.

والأسوأ من ذلك أن تحدي إسرائيل المستمر، وإحجام الولايات المتحدة عن الاستفادة من نفوذها الذي لا مثيل له على البلاد، يغذي الشكوك حول مدى النفوذ الحقيقي الذي تتمتع به الولايات المتحدة في المنطقة التي سعت إلى السيطرة عليها لعقود من الزمن، كما يزيد من تشويه مكانتها.

قلق أميركي

ويتصاعد القلق في بعض أنحاء واشنطن من احتمال انتقال الهجوم الإسرائيلي إلى رفح.

وقال جيسون كرو، عضو الكونغرس الديمقراطي من كولورادو، والذي خدم في الجيش الأميركي في كل من العراق وأفغانستان: «لقد أذهلني بصراحة هذا النهج، إنني لا أعرف ما الذي يحاولون تحقيقه».

وأضاف: «إذا لم تقم بحماية المدنيين، وإذا لم تكن أكثر دقة في عملياتك العسكرية، فإن ذلك يخلق مشاكل أكثر مما يمكنك حله، وما نراه هنا الآن هو ردود فعل سلبية هائلة ضد إسرائيل، الأمر الذي لا يجعلها أكثر أمانا».

وتابع كرو، وهو عضو في لجنتي الشؤون الخارجية والاستخبارات بمجلس النواب، أن بايدن بحاجة إلى أن يكون أكثر حزما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، مؤكدا: «لقد حان الوقت لنكون واضحين للغاية أن الولايات المتحدة لن تدعم هجوما بريا في رفح، وسوف يعرقل فرص السلام، سوف يعرقل فرصنا في تأمين صفقة المحتجزين، سيكون الأمر صعبًا للغاية بالنسبة للأمن القومي الأميركي في المنطقة».

واستخدم أعضاء آخرون في حزب بايدن مصطلحات أقوى.

قال كريس فان هولين، السيناتور عن ولاية ماريلاند، في خطاب ألقاه في قاعة مجلس الشيوخ، يوم الإثنين، إن «الحجب المتقن» للمساعدات المقدمة لغزة من قبل إسرائيل هو «جريمة حرب نموذجية».

غزة تواجه الإبادة

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الجمعة، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى 28 ألفا و775 شهيدا، و68 ألفا و552 مصابا.

وذكرت الوزارة، في بيان، أن الاحتلال ارتكب 10 مجازر ضد عائلات بأكملها في القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، راح ضحيتها 112 شهيدا، و157 مصابا.

وأضاف البيان أن عددا كبيرا من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات، يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول اليهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى