فن

إشكاليات تاريخية.. غضب واسع من مسلسل “الحشاشين” بسبب صورة للأقصى

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

تفاعل عدد من رواد مختلف منصات التواصل الاجتماعي مع الأحداث الجارية من المسلسل العربي “الحشاشين”، الذي يُجسّد فيه الممثل المصري كريم عبد العزيز دور حسن الصباح، وهي شخصية زعيم طائفة الحشاشين، وسيطرته عليهم لتحقيق أهدافه عبر استخدام أساليب الدهاء والخبث والمراوغة. بين من قال إن العمل درامي وليس وثيقة تاريخية، وبين من يقول إنه عمل تاريخي لا بد من تدقيق المعلومات من خلاله.

وتسارع التفاعل مع المسلسل العربي، الذي تم تصويره في ست دول هي: لبنان وسوريا والأردن وكازاخستان ومالطا ومصر، حيث تصدر ترند منصة التواصل الاجتماعي “إكس” على مدار أسبوع كامل، خاصة بعد ظهور مشهد لقبة الصخرة، أثير بخصوصها نقاش كبير.

وفي هذا السياق، قال أستاذ دراسات بيت المقدس، عبد الله معروف: “وصلتني اليوم هذه الصورة من أحد المتابعين الكرام، وهي مأخوذة من مشهدٍ من مسلسل (الحشاشين) من إنتاج مصر، ويعرض في رمضان هذا العام، وهو يصور القدس في عصر الإمام الغزالي كما يبدو من الأحداث التي تدور في القدس خلال المسلسل”.

وتابع معروف، خلال تدوينة له على منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بأنه “بغض النظر عن الإشكاليات التاريخية في المسلسل.. إلا أني قد لاحظت أن المشهد يصور قبة الصخرة المشرفة محطمةً بطريقةٍ غير مفهومة! وللحقيقة فإني لا أفهم لماذا أقدم منتجو المسلسل على تصوير قبة الصخرة المشرفة في المسجد الأقصى المبارك بهذا الشكل غير الصحيح علمياً وتاريخياً في تلك الحقبة”.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وأضاف أستاذ دراسات بيت المقدس: “من المعروف أن القبة الذهبية نفسها قد أصيبت بصاعقة في عصر الحاكم بأمر الله عام 406 هـ، ثم سقطت وتمت إعادة بنائها في عهد الظاهر لإعزاز دين الله الذي حكم بين عامي 411-427 هـ، أي قبل حتى مولد حسن الصباح مؤسس فرقة الحشاشين، الذي ولد في بداية عصر الخليفة الفاطمي المستنصر الذي حكم ستين عاماً”.

وأوضح: “وعند إعادة إعمار القبة في زمن الظاهر، تم تغطيتها بالرصاص بدلا من الذهب الأموي.. وبالتالي فلم تكن القبة في ذلك العصر بهذا الشكل التي تظهر عليه في هذه الصورة، وإنما كانت مبنية بالكامل، لكنها كانت سوداء اللون لا ذهبية”، مردفا: “وللحق، فقد قلّبتُ الأمر في ذهني أكثر من مرةٍ، لكني لم أتمكن إلى الآن من فهم سبب نشر هذه الصورة لقبة الصخرة المشرفة مدمرةً..!”.

إلى ذلك، توالت انتقادات المسلسل من العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين على أنه يجسّد لفترة تاريخية مهمة، تبدو غير معروفة لدى قطاع كبير من الجمهور، وهذا ما يجعله عملا “مميزا”، ناهيك عن التنويه بكل من مستوى التصوير، والمونتاج، والغرافيك، والديكور، والموسيقى التصويرية، بالعمل، غير أن جلهم ركّز على ما تم وصفه بـ”الأخطاء التاريخية”.

في السياق نفسه، علّق المخرج السوداني، أمجد أبو العلا، بالقول عبر تدوينه على حسابه بـ”فيسبوك”: “الحلقة 11 والإتقان في المعارك، وأداء الفرسان الثلاثة، ورسم مشاعرهم، وأداء كريم وإخراج بيتر وكل حاجة، شيء لم يقدم في الدراما العربية، ولا حتى في العصر الذهبي للدراما التاريخية السورية التي أعشقها”.

تجدر الإشارة إلى أن المسلسل مُكوّن من 30 حلقة، وهو من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج، بيتر ميمي؛ تدور أحداثه في القرن 11 الميلادي، حول فرقة “الحشاشين” التي أثارت الفزع والخوف في زمنها، حيث اغتالت عددا من الشخصيات المهمة والأمراء، بقيادة مؤسسها “حسن الصباح”، الذي يؤدي دوره كريم عبد العزيز، مع مجموعة من النجوم المخضرمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى