التغييرات في المنطقة.. هل “وقف النار” في غزة قريب جداً؟
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الباحث في الشأن الإسرائيلي/ أحمد سلامة
من يتابع الأحداث الأخيرة في المنطقة سواء في سوريا أو في لبنان يرى أننا دخلنا مرحلة جديدة مختلفة تماماً عن السابقة، وبكل تأكيد هذه المرحلة وما تبعها من وقف إطلاق النار في لبنان بين حزب الله وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وعلى الجانب الآخر تحرك “المعارضة السورية” وسيطرتها على سوريا، تتطلب أيضاً عقد وقف لإطلاق النار على جبهة قطاع غزة الساخنة منذ حوالي 14 شهراً ضمن جهود أمريكا اللاعب الأبرز بالإضافة لمصر وقطر في هذه المفاوضات الجارية بين المقاومة و”إسرائيل”.
ونعتقد أن الظروف قد باتت مهيأة لعقد اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يضمن صفقة لتبادل الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من بعض النقاط على محور فلادلفيا وقطاع غزة ووقف تدريجي للحرب كما يرغب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو؛ كي يخرج بصورة النصر على غزة.
كما نرى بأن هناك العديد من العوامل التي تساعد في دفع اتفاق “وقف النار” بين المقاومة بغزة والاحتلال الإسرائيلي، ومن أبرز هذه العوامل ما يلي:
أن الجيش الإسرائيلي يركز كامل جهده العسكري ونشاطه العملياتي على الجبهة الشمالية “سوريا ولبنان”، فهو منشغل بشكل كبير في ظل التغيرات الحاصلة في المنطقة.
جبهة قطاع غزة باتت لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي تعتبر “جبهة ثانوية” بعد فتح الاحتلال في سبتمبر الماضي مواجهة شاملة حزب الله وقد انتهت باتفاق وقف لإطلاق النار في الـ27 من نوفمبر الماضي.
يبدو أن التوجه الأمريكي في هذا الوقت يقضي بضرورة توجه “إسرائيل” لعقد صفقة لتبادل الأسرى تنتهي بوقف إطلاق النار؛ كون وجود 5 أسرى من حملة الجنسية الأمريكية.
هناك قناعة باتت لدى المستوى والسياسي والعسكري الإسرائيلي وعلى رأسهم نتنياهو بأن أهداف الحرب قد تحقق واحد منها وهو “إضعاف قدرات حركة حماس” بقدر كبير جداً. وفق قولهم.
يخشى الاحتلال الإسرائيلي من التغير الحاصل في سوريا؛ لذا يعمل على ضرب كافة الأماكن العسكرية والاستراتيجية في سوريا.
هناك ضغط آخر لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار وهي إصدار “محكمة العدل الدولية” مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف جالانت بتهم جرائم حرب بغزة؛ وهذا أحرج “إسرائيل” أمام العالم.
التقدير والتوقعات:
نعتقد بأن الاتفاق على وقف إطلاق النار سُيحدد مصيره “خلال يومين”، أي بعد زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، لـ”إسرائيل”، غداً الخميس، وانعقاد الكابينت الإسرائيلي في ذات اليوم.
بتقديرنا أنه لم يعد لدى العدو الإسرائيلي أهداف ذي قيمة كبيرة في قطاع غزة، الأمر الذي أكده قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً.
كما نعتقد أنه بعد تسليم المقاوم بغزة بقائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين عبر الوسيط المصري، أن الاتفاق بات وشيكاً وقد دخلنا في آلياته التنفيذية.
تبقى بعض العقبات البسيطة التي يمكن الغلب عليها من خلال تقديم بعض التنازلات، وغللبياتها تتعلق “بوقف الحرب”، وطريقة الانسحاب من قطاع غزة “أي مناطق سينسحب العدو منها أولاً”.
التقدير أن الساعات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار سيكون فيها الضغط العسكري الإسرائيلي كبير على غزة من خلال القصف الجوي كما حصل في لبنان.
ربما نشهد محاولات من الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ عمليات “تحرير أسرى” من خلال دخول قوات خاصة؛ للضغط على المفاوض الفلسطيني وانتزاع أوراق قوة.