استعراض لخدمة مشردين وليس لزفة “محتجزين”..يا حماس!
كتب: حسن عصفور
أثارت حركات الاستعراض التي أقدمت عليها حركة حماس وكتائبها الأمنية، ولاحقا تبعها فصائل أخرى، خلال عملية تسليم “الرهائن” المحتجزين منذ عملية 7 أكتوبر 2023، موجة غضب وسط أبناء قطاع غزة، خاصة الإصرار على تكرارها ليس لهدف وطني أو إنساني.
في مفارقة لافتة، أن يخرج مسؤولين من حماس داخل قطاع غزة، ليعلنوها “منطقة منكوبة”، رغم أن صوتهم لا قيمة له دوليا كونهم ليس بذي صلة لمخاطبة المؤسسات الرسمية، فذلك نداء يصدر عن جهة معترف بها قانونا، ورغم ذلك فالنداء بذاته كشف جوهر التناقض الكبير بين “مهرجات الاستعراض” في تسليم الرهائن وحقيقة النكبة القائمة.
بعيدا عن محاولات التبرير الساذجة، التي قدمها إعلام حماس وبعض من مسؤوليها، بأن المشاركة الشعبية في تلك “المهرجات الاستعراضية”، تأكيد على التفاف “شعبي” حولها أو حول “خيارها”، الذي لم يترك لأهل القطاع سوى نكبة لا مثيل لها، ولا أفق للخروج منها في المدى القريب، فالفرجة الشعبية تماثل ذهابا لحضور مشهد لحكواتي في شارع عام مجاني، من باب التطفل المشهداتي، أو بعض جمهورهم مدفوع بالأمر الحزبي.
وتتكثف الغرابة، عندما يرى أهل قطاع غزة قوافل سيارات يبدو أنها لم تستخدم سابقا، تشارك في عرض البهلوانيات الخاص، فيما يسير مئات آلاف من المشردين العائدين لركام بيوتهم على الأقدام لمسافة تقارب الـ 20 كيلو متر من الجنوب إلى الشمال، بعدما طنطنت حركة حماس، ونشرت لافتات بكل مناطق القطاع وطرقاته حول “النقل الكريم”، فلم يجدوا سوى “التعب المهين”.
رسالة حماس الحقيقية من وراء الاستعراض، بأنه لا زال في الحركة بقية، وهي قادرة على فرض الرهبة في قطاع غزة، بقوة السلاح، ولا مكان لغيرها، وتلك رسالة تكشف عمق الأزمة السياسية التي دخلتها، كونها تعيش على “طبول أناشيد المدح” التي تنتشر بين أوساط لم تعرف معنى النكبات، لا تشريدا ولا قتلا ولا حياة خالية من مستقبل، خاصة بعدما سقطت الجماعة الإخوانجية بتوزيع حلويات “فرحا” بـ النكبة الكبرى.
ما كان من بهجة ليصبح كان، فميا يجب أن يكون لاحقا هو وقف كل تلك المظاهر “المهينة” لروح شهداء قطاع غزة، ومساسا بمشاعرهم في ظل النكبة الكبرى، وذهاب المسلحين المستعرضين بسيارتهم وسلاحكم لخدمة المشردين، وتوفير ما يمكن توفيره من “نقل كريم” وإيجاد “مكان كريم” لوضع خيمة أو بناء “كوخ” خاص، وأن تتحول “السيارات الحديثة” لخدمة هؤلاء، فيما يتم نقل “الرهائن” في سيارات مغلقة، وملابس تماثل ملابس أسرى الحرية الخارجين من معتقلات الفاشية اليهودية.
لم يكن غريبا ابدا خروج أصوات غزية كسرت حاجز الخوف أو الابتزاز، أي كان عددها، تقارن بين ترتيبات المسرح وتجهيزه بتسوية أرض وبناء منصات، فيما لم يرون ذلك الفعل في مناطقهم المنكوبة، ملاحظات كاشفة لعمق الهوة بين مشهد ومشهد، ما يجب أن تدركه حماس وتحالفها الفصائلي.
كان الافتراض أن تغرق قيادة حماس بدلا مما فعلت استعراضا، ان تقف أمام التطورات السياسية القادمة، ومتطلباتها، التي تفرض عليها قبل غيرها، قراءة بعيدة عن “الشعاراتية السائدة” أو “الخدع السينمائية”، التي أطلقتها منذ “صفقة الدوحة” التي أوقفت موتا ولم توقف مجازر الخراب الوطني العام.
قيادة حماس تتجاهل أنها ستكون مطالبة أمام “الجنائية الدولية”، وعليها ان تفكر جيدا بكيفية مواجهة تقرير المدعي العام عندما تبدأ مذكرات الادعاء، مسألة يبدو أن البعض المستعرض فرحا تجاهلها رغم ما بها من مخاطر كبرى وقريبا.
دون أي وهم سياسي، حماس الحركة التي كانت قبل 7 أكتوبر 2023، وحكمت قطاع غزة خطفا منذ يونيو 2007، لن تكون حاضرة في اليوم التالي للقطاع، لا مشاركة في الحكم ولا في أي ترتيبات ممكنة، تلك المسألة التي على قيادة الحركة أن تراها بعيدا عن “عنترية” بدأت تتساقط مع أول بيان رسمي عربي، وعليها التفكير بما سيكون بدلا من الغرق فيما كان.
ملاحظة: زوج سارة كان فرحان خالص بأنه طاير ليشوف زوج ميلانيا ترامب، لكن فرحته تنغصت لما الطيار ذكره انه مطلوب كمجرم حرب..لهيك لازم لفة المحيط..14 ساعة لفها هربا..بس يا “مستر بيبي” هاي أول الغيث..وما تركن عترامب يمكن يبيعك على أول كوربا مصاري..فهمتها او..
تنويه خاص: بداية الحراك الشعبي المصري ضد مقترح تهجير أهل غزة لازم يصير حراك شعبي عام..من مراكش لعمان..ومعه دعوات مقاطعة لكل شي أمريكي ..زي أيام زمان لما الحناجر كانت تهدر هدر..لانه هاي الطريقة الوحيدة اللي زوج ميلانيا بيفهما هو وفرقته التوراتية..غيرها بيقلك عرب حكايين مش فعالين..”حول”..