صحف فرنسية تندد بمبادرة ترامب حول غزة وتعتبرها دعوة للتطهير العرقي
قالت ثلاث صحف فرنسية بارزة، اليوم الخميس، إن مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة أثارت موجة من الاستغراب والغضب العالمي.
ووصفت صحيفة “ليبراسيون” ترامب بـ”المستوطن الذي يثير مخاوف دولية”، فيما اعتبر “ميديا بارت” أن تصريحاته ترقى إلى دعوة علنية لـ”التطهير العرقي”، بينما تساءلت “لوبس” مستنكرة: “لماذا يدفع ترامب بفكرة جديدة شنيعة؟“
وأشارت “ليبراسيون” إلى استقبال ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كأول زعيم أجنبي بعد عودته إلى البيت الأبيض، حيث أعلن بصورة صادمة أن “الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وتملكه على المدى الطويل“.
وأضافت الصحيفة أن قطب العقارات السابق استعرض رؤيته لبناء “كوت دازور الشرق الأوسط” في غزة، مشيرًا إلى نيته تهجير أكثر من مليوني فلسطيني من القطاع، مع عدم استبعاد إرسال قوات عسكرية أميركية لتحقيق ذلك، في خطوة رآها مراقبون ضربًا صارخًا بكل القوانين الدولية وحقوق الإنسان.
وبعد أسابيع قليلة فقط من وقف إطلاق النار في غزة، فجر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعًا بإعلانه عن خطة لتهجير سكان القطاع، وهو ما أثار موجة رفض دولية.
وتوقع عدد من مستشاريه أن يتراجع ترامب بهدوء عن هذه الفكرة بعدما أدرك صعوبة تنفيذها، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
وكان “ترامب” قد كشف، الثلاثاء الماضي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عن نية واشنطن فرض سيطرة مباشرة على قطاع غزة بعد تهجير كامل سكانه الفلسطينيين إلى دول أخرى.
وأشار ترامب إلى احتمال نشر قوات أمريكية للمشاركة في عمليات إعادة الإعمار بالقطاع، متطلعًا لأنّ تكون للولايات المتحدة “ملكية طويلة الأمد” في القطاع.
ويعتبر الفلسطينيون هذه التصريحات تهديدا مباشرا لوجودهم وحقوقهم التاريخية في أرضهم وتعبّر عن تنفيذ واضح للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي، وسط رفض شعبي وفصائلي ورسمي لتلك التصريحات، التي تمس حقوق الفلسطينيين الثابتة في أرضهم ووطنهم.
حل إنساني أم تهجير قسري؟
وأبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سعادة مشوبة بالدهشة، رغم أن الإعلان جاء من الرجل الذي طالما وصفه بأنه “أفضل صديق لإسرائيل دخل البيت الأبيض على الإطلاق”.
وأشار”نتنياهو” إلى أن الهدف النهائي هو ضمان ألا تعود غزة يومًا لتمثل تهديدًا لإسرائيل.
في المقابل، لم يتطرق ترامب إلى تاريخ الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه، بل بدا واثقًا من أنه قادر على حل الصراع الممتد لأجيال خلال أسابيع قليلة، وفقًا لتقرير “ميديا بارت”.
وطرح ترامب اقتراحه على أنه حل إنساني لمليوني فلسطيني يعيشون ما وصفه بـ”حفرة من الجحيم”، معتبرًا غزة “رمزًا للموت والدمار لعقود”، ووصف الفلسطينيين بأنهم يعيشون “حياة بائسة”.
وقال: “سنساعدهم في العثور على مكان جميل يعيشون فيه حياة أفضل”.
ووفقًا لـ”ميديا بارت”، يرى ترامب في الأردن ومصر أولى الوجهات المحتملة لاستقبال الغزيين، ملوحًا بابتزاز الدولتين للحصول على موافقتهما على خطته التي وصفت بأنها تطهير عرقي لقطاع غزة.
لكن المبادرة قوبلت برفض واسع من قادة العالم، حيث عبّروا عن صدمتهم وعدائهم شبه الموحد، وفق “ليبراسيون”.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو رفض بلاده أي تهجير قسري للفلسطينيين باعتباره “انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي”.
وشدد نظيره الألماني أن “هذا الأمر غير مقبول”، في حين دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى تمكين الفلسطينيين من “العودة إلى ديارهم وإعادة البناء”.
مقترح ترامب..
وتعلّق مقترح ترامب بسيطرة الولايات المتحدة على غزة، حيث ستتولى تفكيك الأسلحة غير المنفجرة وتسوية المباني المدمرة. كما يهدف إلى إعادة بناء المنطقة وتوفير وظائف ومساكن لسكانها.
كما اقترح ترامب نقل الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، ولكن رفضت هذه الدول الفكرة. وأوضح أنه سيبحث مع دول أخرى راغبة في استقبال الفلسطينيين.
إذا لزم الأمر، لم يستبعد ترامب إرسال قوات أميركية لتنفيذ الخطة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستطور غزة وتوفر فرص عمل، ما سيكون مصدر فخر للشرق الأوسط.