تقاريرثابت

رؤية ترامب لمستقبل غزة: إعادة إعمار أم تصفية للوجود الفلسطيني؟

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

رؤية ترامب لمستقبل غزة تقرير خاص

أثار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، جدلًا واسعًا بعد اقتراحه “شراء” غزة وإعادة إعمارها وفق نموذج جديد يشمل تغيير ملكية الأراضي ووضعها تحت إدارة مختلفة، ما أثار تساؤلات حول نوايا هذا المخطط وتأثيره على مستقبل الفلسطينيين في القطاع. وأشار ترامب إلى أن غزة يمكن أن تصبح “مكانًا رائعًا” إذا أعيد تشكيلها بطريقة حديثة، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة لتمهيد الطريق أمام مشاريع تهدف إلى إعادة احتلال غزة أو تهجير الفلسطينيين من أرضهم، في إطار مخطط سياسي واسع النطاق.

ردود فلسطينية غاضبة

قوبلت تصريحات ترامب برفض فلسطيني قاطع، وأعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رفضه الشديد لدعوة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين، مؤكدًا أن هذه الدعوات تمثل “انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي“. وشدد عباس على أن “حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للمساس”، مشيرًا إلى أن السلام والاستقرار لن يتحققا دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ووصف الوزير الفلسطيني السابق، سفيان أبو زايدة، الطرح بأنه يعكس طريقة تعامل ترامب مع السياسة كأنها “صفقات تجارية”، مؤكدًا أن “الأراضي الفلسطينية ليست للبيع“.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

من جهته، اعتبر ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي لحركة فتح، أن تصريحات ترامب تمثل إعادة إنتاج للعقلية الاستعمارية، محذرًا من أن “ما يقدمه ترامب ليس مشروع إعادة إعمار، بل خارطة طريق لإبادة الوجود الفلسطيني عبر محو غزة من الخريطة الديموغرافية”.

واستنكرت حركة حماس تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، حول “امتلاك” قطاع غزة، واصفة إياها بالعبثية وتعكس “جهلًا عميقًا بفلسطين والمنطقة“. وأكد القيادي في الحركة، عزت الرشق، أن الشعب الفلسطيني سيفشل أي مخططات تهجير أو تغيير ديموغرافي.

موقف عربي ودولي رافض

لقيت تصريحات ترامب رفضًا واسعًا على المستويين العربي والدولي، وعبرت دول عدة بوجهات مختلفة عن رفضها أي تهجير للفلسطينيين خارج أرضهم، وطالبت بالعمل على تجسيد حل الدولتين ومنح الفلسطينيين فرصة العيش في دولتهم.
حيث أكدت رئيسة لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، نافي بيلاي، أن خطة تهجير الفلسطينيين من غزة “غير قانونية”، وترقى إلى مستوى “التطهير العرقي”.
في السياق ذاته، نقل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لنظيره الأمريكي، ماركو روبيو، رفض الدول العربية القاطع لخطة ترامب، مشددًا على ضرورة تحقيق سلام عادل يكفل الحقوق الفلسطينية. كما أكدت الخارجية الأمريكية أهمية التخطيط لما بعد الصراع في غزة، لكنها لم تشر إلى خطة ترامب بشكل مباشر.

غزة بين المصير المجهول والمخططات السياسية

وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحطيم البنية التحتية بالكامل، باتت المخاوف تتزايد من محاولات فرض واقع ديموغرافي جديد، على غرار ما حدث عام 1948. ومع غياب موقف عربي موحد وانحياز الإدارة الأمريكية لإسرائيل، تبدو خيارات الفلسطينيين في غزة محدودة.
يرى المراقبون أن مواجهة هذه المخططات تتطلب توحيد الصف الفلسطيني، وبلورة موقف عربي وإسلامي صارم، يرفض تهجير الفلسطينيين أو فرض أي حلول قسرية على غزة.

رؤية ترامب لمستقبل غزة…

يبدو أن مصير غزة بات معلقًا بين مخططات إعادة الإعمار التي تحمل في طياتها تغييرات سياسية وديموغرافية، وبين التحديات الميدانية والسياسية التي تواجه الفلسطينيين. فهل يتمكن الفلسطينيون من إفشال هذه المخططات عبر الوحدة الوطنية، أم أن غزة ستظل رهينة لمعادلات القوى الإقليمية والدولية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى