
الذكاء الاصطناعي في عمليات الاغتيال بغزة تقرير خاص – إعداد حنين أحمد
خلال الحرب الإسرائيلية المتواصل على قطاع غزة، استخدم الجيش الإسرائيلي تقنية الذكاء الاصطناعي، في تحديد الأهداف التي يريُد قصـفها في قطاع غـزة بـوتيرة متسارعة.
يستخدم الجيش الإسرائيلي برنامج ذكاء اصطناعي يدعى “غوسبيل” (The Gospel)، يعتمد على معلومات وصور من الطائرات المسيرة والمعلومات القادمة عن اعتراض الاتصالات، ويستخدام أيضا بيانات أبراج المراقبة لرصد تحركات الأفراد المستهدفين، وعدد الأشخاص المحتمل قتلهم خلال قصف الهدف، حيث أن البرنامج لا يأخد القرار بنفسه بل يتركه لقائد الوحدة هو الذي يضغط زر التدمير بعد أن تصله قائمة الأهداف.
بينما صرح الجنرال المتقاعد أفيف كوخافي، رئيس الجيش الإسرائيلي، أن النظام يمكن أن ينتج 100 هدف قصف في غزة يوميًا، مع توصيات في الوقت الفعلي بالأهداف التي يجب مهاجمتها.
الخلفية التكنولوجية
الذكاء الاصطناعي، رغم اسمه، غير قادر على التفكير أو الوعي. وبدلاً من ذلك، فهي آلات طورت لأتمام المهام التي ينجزها البشر بذكاء من خلال وسائل أخرى. يستخدم أيضا برنامج حبسورة التعلم الآلي، حيث يكلف الذكاء الاصطناعي بتحديد القواسم المشتركة في كميات هائلة من البيانات (مثل عمليات مسح الأنسجة السرطانية، وصور تعابير الوجه، ومراقبة أعضاء حماس الذين حددهم المحللون البشريون)، ثم البحث عن تلك القواسم المشتركة. في مواد جديدة.
من حيث المبدأ، فإن الجمع بين سرعة الكمبيوتر في تحديد الفرص وحكم الإنسان في تقييمها يمكن أن يؤدي إلى هجمات أكثر دقة وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين. وقد أكد الجيش الإسرائيلي ووسائل الإعلام على تقليل الضرر الذي يلحق بغير المقاتلين.
أشار ريتشارد مويز، الباحث ورئيس المنظمة غير الحكومية المادة 36، إلى “التسوية واسعة النطاق لمنطقة حضرية بأسلحة متفجرة ثقيلة” للتشكيك في هذه الادعاءات، بينما وصفت لوسي سوشمان، الأستاذة الفخرية في جامعة لانكستر، التفجير بأنه ” تهدف إلى إحداث أقصى قدر من الدمار في قطاع غزة”.
ووفقاً لمصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى، يستخدم النشطاء قياساً “دقيقاً للغاية” لمعدل إخلاء المدنيين للمبنى قبل وقت قصير من الغارة. “نحن نستخدم خوارزمية لتقييم عدد المدنيين المتبقين. إنه يعطينا اللون الأخضر والأصفر والأحمر، مثل إشارة المرور.
الذكاء الاصطناعي في عمليات الاغتيال بغزة
يمكن تصنيف المجالات التي يدخل فيها الذكاء الاصطناعي في العمل العسكري إلى 3 مستويات رئيسية: البنية المادية للجيوش؛ والتكنولوجيات السيبرانية؛ وأخيرا، آليات صنع القرار المتعلقة بالعمليات الميدانية.
أولا: يمكن أن يدخل الذكاء الاصطناعي في عمليات التحكم بالأجهزة والمعدات المادية في بيئات القتال العسكرية من قبيل الأنظمة الآلية غير المأهولة.
فمنذ ما يقرب من العقدين، يشهد القطاع العسكري زيادة تدريجية في استخدام الأنظمة المستقلة في أداء الوظائف القتالية التي تتراوح من أنظمة الاستهداف (بما يشمل على سبيل المثال لا الحصر أنظمة الأسلحة الفتاكة المستقلة التي تعرف بالاختصار الإنجليزي “إل إيه دبليو إس” (LAWS) أي (Lethal Autonomous Weapon System) إلى أنظمة الملاحة والقيادة على البر، والطيران والمراقبة.
ثانيا: استخدام البرمجيات الذكية لأغراض الحرب السيبرانية وهو ما يحظى باهتمام كبير مؤخرا سواء لتعزيز الدفاع عن الشبكات العسكرية الحيوية أو لتعزيز قدرات الجيوش لشن العمليات الإلكترونية الهجومية.
كما أصبح هناك اهتمام متزايد بقدرات الذكاء الاصطناعي على دعم “حرب المعلومات” (Information Warfare) وذلك من خلال سلاح حملات التضليل التي باتت تدخل أبعادا جديدة مع ما تعززه تكنولوجيات “التزييف العميق” (Deed Fake) في إنتاج محتوى دقيق مطابق للأصل.
يدخل في ذلك أيضا الإمكانات الكبيرة التي تتضمنها تكنولوجيا “اللغات الكبيرة” (LLM) مثل “شات جي بي تي” وغيرها في إنتاج واسع النطاق ومعقد للمحتوى النصي الذي قد يستخدم في عمليات التضليل والكذب.
ثالثا: يتمتع الذكاء الاصطناعي بقدرات كبيرة في دعم عملية صنع القرار بشكل عام في المجالات العسكرية الميدانية وعلى مستويات القيادة والأفراد.
ويمكن للخوارزميات جمع ومعالجة كميات كبيرة من مصادر البيانات المتعلقة بالنزاعات المسلحة وتحليلها بشكل فائق السرعة من قبيل تحديد الأشخاص، والأفراد، والأشياء في ساحات النزاع، والتعرف على الأنماط السلوكية وتقييمها، أو إجراء مسوح للبيانات التاريخية وعمليات المطابقة للتوصل إلى توصيات بشأن أنجع وأسرع الإستراتيجيات والتكتيكات العسكرية لتحقيق الأهداف المرجوة ضد الخصم.