نتائج التشريح تكشف: المسعفون الشهداء أُصيبوا بطلقات قاتلة في الرأس والصدر

أظهرت تقارير الطب الشرعي التي أُجريت على جثامين 14 من أصل 15 من المسعفين وعمال الإغاثة الذين استُشهدوا في قطاع غزة يوم 23 مارس/آذار، أنهم تعرضوا لإصابات قاتلة نتيجة طلقات نارية، معظمها استهدفت الرأس أو الصدر، ما يرجح فرضية “الاستهداف المباشر” لهذه الطواقم الإنسانية أثناء تأدية واجبهم.
ووفق ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن عمليات التشريح نُفذت خلال الأسابيع الماضية في غزة، بقيادة رئيس وحدة الطب الشرعي، الذي أكد أن معظم الضحايا تعرضوا لعدة طلقات نارية، وليس طلقة واحدة، في مناطق حساسة من الجسم.
وأشارت نتائج التشريح إلى أن 11 من الشهداء أصيبوا بشكل مباشر بطلقات نارية، بينهم ستة في منطقة الصدر أو الظهر، وأربعة في الرأس. أما الجثامين المتبقية، فكانت إصاباتها أيضاً قاتلة رغم أنها لم تُفصّل بنفس الدرجة في التقرير.
ووفق مصادر طبية ومحلية، فإن المسعفين كانوا يرتدون بوضوح زي الهلال الأحمر الفلسطيني أو الدفاع المدني في لحظة استهدافهم، وكانوا يعملون على إسعاف مصابين أو إخلاء جرحى من مناطق القصف الإسرائيلي.
وتثير هذه النتائج تساؤلات خطيرة حول قواعد الاشتباك التي يتبعها جيش الاحتلال في عملياته داخل قطاع غزة، خاصة في ظل تكرار حوادث استهداف الطواقم الطبية والإغاثية، رغم الحماية التي يفترض أن توفرها لهم القوانين الدولية.
من جانبه، لم يصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن أي نتائج رسمية بشأن التحقيق في الحادثة، على الرغم من مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على وقوعها، وسط مطالبات متزايدة من منظمات حقوقية دولية بفتح تحقيق مستقل وشفاف، ومحاسبة المسؤولين عن استهداف طواقم الإغاثة.
ويأتي هذا الهجوم في سياق تصعيد عسكري مستمر في قطاع غزة منذ أشهر، أسفر عن استشهاد آلاف المدنيين، بينهم أعداد كبيرة من الكوادر الطبية والإنسانية، الأمر الذي أثار إدانات واسعة من المجتمع الدولي ومطالبات بوقف فوري لإطلاق النار، وضمان الحماية للمدنيين والعاملين في الحقل الإنساني.