الجيش الإسرائيلي يضع أربعة سيناريوهات للتعامل مع الحرب في غزة
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن الجيش الإسرائيلي أعدّ أربع مسارات رئيسية للتعامل مع الوضع في قطاع غزة، وسط تصاعد الأصوات داخل الحكومة الإسرائيلية المطالبة بـ”حسم عسكري كامل”، في حين تبدي القيادة الأمنية والعسكرية تحفظًا على هذا التوجه.
السيناريو الأول: وقف دائم لإطلاق النار مقابل الإفراج عن الأسرى
يتضمن هذا الخيار التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب، مقابل الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين لدى حماس. ويتطلب هذا السيناريو انسحابًا كاملاً للجيش من القطاع، وضمانات بعدم تجدد القتال. وتعتبر القيادة الأمنية أن هذا المسار يمنح حماس “نصرًا معنويًا” ويعزز من استخدامها لسياسة الاختطاف كأداة ضغط، وهو ما ترفضه تل أبيب في هذه المرحلة.
السيناريو الثاني: تبادل أسرى تدريجي وتهدئة مؤقتة
يقترح هذا المسار تنفيذ صفقات تبادل جزئية على مراحل، يتخللها وقف مؤقت لإطلاق النار لعدة أسابيع أو أشهر، بهدف التمهيد لمرحلة ما بعد حماس في غزة. ورغم أن هذا الخيار يحظى بقبول في الأوساط السياسية الإسرائيلية، إلا أن حماس ترفضه دون ضمانات لإنهاء الحرب وانسحاب كامل للجيش من القطاع.
السيناريو الثالث: الحسم العسكري الشامل
يتضمن تعبئة واسعة لقوات الاحتياط وشن عملية برية كبرى تهدف إلى السيطرة على معظم مناطق القطاع، وتفكيك البنية العسكرية لحماس. لكن هذا السيناريو ينطوي على مخاطر كبيرة، تشمل سقوط عدد كبير من الجنود، وتعريض حياة الأسرى للخطر، فضلًا عن المسؤولية المباشرة لإسرائيل عن إدارة غزة مدنيًا، وما يترتب على ذلك من تداعيات قانونية ودولية.
السيناريو الرابع: التصعيد التدريجي والمساعدات المحدودة
يُعدّ هذا الخيار الأكثر واقعية في الظرف الراهن، حيث يواصل الجيش تنفيذ عمليات عسكرية محدودة ومتدرجة، مع السماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى مناطق محددة تحت رقابة صارمة. ويهدف هذا السيناريو إلى زيادة الضغط على حماس وتحفيز الغزيين للضغط الداخلي عليها. ويُفضل الجيش إبقاء توزيع المساعدات بيد منظمات دولية، لتفادي استنزاف قواته.
ووفق الصحيفة، عقد رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، هرتسي هاليفي، سلسلة اجتماعات لتحديث تقييم الوضع، بمصادقة وزير الدفاع، وخلصت التقديرات إلى إعداد ثلاث خطط عملياتية رئيسية، إحداها فقط تتطلب تعبئة واسعة.
