الرئيسيةطوفان الأقصى

الدقران للخامسة: الاحتلال يشن حرب إبادة صامتة بحق سكان غزة عبر الحصار والتجويع

قال خليل الدقران الناطق باسم مستشفى شهداء الأقصى في قطاع غزة، إن الأوضاع الإنسانية في القطاع بلغت مرحلة كارثية غير مسبوقة، نتيجة إغلاق المعابر بشكل كامل منذ أكثر من ستين يومًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقد شمل الحصار منع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، والوقود، والمواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك حليب الأطفال والمياه الصالحة للشرب.

وأكد الدقران في تصريح خاص لـ”شبكة الخامسة للأنباء” أن هذا الإغلاق المتواصل تسبب في أزمة إنسانية حادة، خاصة لدى الأطفال، الذين يعانون من نقص حاد في التغذية، في ظل انعدام الغذاء والرعاية الصحية، موضحاً أن هذه الأزمة لم تبدأ فقط مع اندلاع العدوان، بل تفاقمت بشكل خطير منذ فرض الحصار الكامل، ما يجعل المجاعة خطرًا حقيقيًا يهدد حياة أكثر من 2.5 مليون مواطن في غزة يعيشون في عزلة تامة عن العالم.

وأضاف: “أن سكان القطاع يعتمدون اعتمادًا كليًا على المساعدات الإنسانية الخارجية، ولكن استمرار الاحتلال في منع دخول أي شكل من أشكال الدعم الإغاثي والطبي جعل الوضع يتدهور إلى مستوى كارثة إنسانية شاملة”.

وأشار الدقران  إلى أن الاحتلال لم يكتفِ بالحصار والقصف، بل قام كذلك بـتجريف الأراضي الزراعية وتدميرها، والاستيلاء على مساحات شاسعة منها، خاصة في شمال غزة وجنوبها، بما في ذلك رفح وشمال القطاع وشرق غزة. هذه الأراضي كانت تشكّل مصدر الغذاء الأساسي للسكان، ومع تدميرها، اختفت الخضروات من الأسواق، وتوقفت مزارع الدواجن والمواشي عن العمل بسبب التدمير الكامل الذي طالها.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وجدد تأكيده على أن معظم أسواق غزة الآن خالية تمامًا من المواد الغذائية الأساسية، وأن استمرار هذا الوضع يعني مزيدًا من الجوع والمعاناة، وأن قطاع غزة يشهد تدهورًا صحيًا خطيرًا في أوساط النساء الحوامل، نتيجة الحصار المتواصل والعدوان المستمر، حيث تسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء والرعاية الطبية في انعكاسات كارثية على صحة الأمهات والأجنة.

ولفت الدقران إلى أن أغلب النساء الحوامل في غزة يلدن أطفالًا ناقصي الوزن أو غير مكتملي النمو، وأن عدد كبير من المواليد يأتون إلى الحياة قبل أوانهم، ما يجعلهم عرضة لمضاعفات صحية شديدة وخطر الموت المبكر، مؤكداً أن سوء التغذية المزمن لدى الأمهات، إلى جانب غياب الرعاية الطبية المتكاملة، أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أعداد الأطفال الخدّج، ما تسبب في ضغط هائل على أقسام الحضانات في مستشفيات غزة، التي تعاني أصلًا من نقص حاد في الأجهزة والمستلزمات الطبية الأساسية، مثل الحاضنات، الأدوية، وأجهزة التنفس الاصطناعي.

وأضاف: “فقد العديد من الأطفال الخدج حياتهم في الأسابيع الأخيرة، بسبب العجز عن تقديم الرعاية اللازمة في ظل هذا الواقع المنهار، وهو ما يكشف حجم الكارثة الصحية والإنسانية التي يعانيها قطاع غزة اليوم، وأن الحصار الإسرائيلي لا يترك فئة إلا ويمسها بشكل مباشر، حتى الأجنة في بطون أمهاتهم لم تسلم من تبعاته، بسبب منع دخول الأغذية والأدوية والمكملات الأساسية”.

وأوضح الدقران أن أكثر من 600 ألف طفل دون سن العاشرة في غزة يعاني من سوء تغذية حاد، وفقر دم، وتأخر في النمو، مما ينذر بجيل كامل يعاني من أمراض مستدامة ومعوّقات صحية خطيرة، مؤكداً أنه حتى لو رُفع الحصار الآن، وتم إدخال الغذاء والدواء، فإن الآثار الصحية لن تُمحى بسهولة، فنحن أمام جيل بأكمله معرض لمشاكل دائمة في النمو والتطور البدني والعقلي، وهذا ما يسعى إليه الاحتلال، خلق واقع صحي مدمّر للأجيال الفلسطينية القادمة.

وحذر من خطر تفشي الأوبئة في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال اللقاحات الأساسية، مثل تطعيم شلل الأطفال، الذي يمثل تدميرًا ممنهجًا للبرامج الصحية الوطنية التي عملت لعقود على تحصين الأطفال من أمراض قاتلة.

وتابع الدقران حديثه قائلاً: “إنه في ظل الحصار المشدد والإغلاق المستمر الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة خلال حرب الإبادة، فقد 53 طفل حياتهما نتيجة الجوع وسوء التغذية، في مشهد يجسد الواقع الإنساني الكارثي الذي تعانيه الفئات الأضعف، خاصة الأطفال، وأن ما يحدث في غزة هو جريمة مكتملة الأركان، الأطفال يموتون بسبب الجوع في القرن الحادي والعشرين، بينما العالم يكتفي بالمشاهدة”، وأن هذه الحادثة ليست معزولة، بل تنذر بموجة وفيات قادمة ما لم يُرفع الحصار فورًا.

وأضاف أن نقص الغذاء، وحليب الأطفال، والمواد الأساسية، إلى جانب الانهيار الكامل في المنظومة الصحية، أدى إلى ارتفاع حاد في حالات سوء التغذية بين الرضّع والأطفال. ومع استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال الأدوية والمكملات الغذائية، باتت النجاة مسألة وقت وحظ.

ختم الدقران حديثه مناشدًا المجتمع الدولي والمنظمات الصحية والحقوقية بالتحرك الفوري للضغط على الاحتلال لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية بما في ذلك اللقاحات والأدوية، والمكملات الغذائية، ومواد الإغاثة الأساسية، محذرًا من أن غزة مهددة بأن تتحول إلى مقبرة جماعية للأطفال إن استمر الحصار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى