مقالات الخامسة

4 أعوام على انطلاق شبكة الخامسة… إعلامٌ يكتب تاريخه بالدم

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كتب: طارق وشاح

صحفي فلسطيني

في الثالث من أيار/مايو 2021، انطلقت شبكة الخامسة للأنباء كصوتٍ حرّ يعكس نبض الشارع الفلسطيني، لتخوض خلال أربعة أعوام رحلة مليئة بالتحديات والإنجازات في ظل ظروف استثنائية، تُوّجت بأصعب محنة في مسيرتها خلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، والتي أودت بحياة العشرات من الصحفيين، بينهم رئيس تحرير الشبكة الشهيد سعيد الطويل.

تأسست شبكة الخامسة للأنباء في الثالث من أيار 2021 كمنصة إعلامية مستقلة، مرخّصة من وزارة الإعلام الفلسطينية، لتشكّل إضافة نوعية للمشهد الإعلامي الفلسطيني. وجاءت انطلاقتها لسدّ فراغ في مجال الإعلام المستقل، معتمدة على المهنية العالية في نقل الأخبار وتغطية الأحداث.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

واجهت الشبكة اختبارها الأصعب خلال عامها الرابع، حين وضعتها حرب غزة 2023–2025 أمام تحديات غير مسبوقة. وفي خضمّ العدوان، ارتقى رئيس تحريرها سعيد الطويل أثناء أدائه واجبه المهني، ليلتحق بعشرات الزملاء الذين سقطوا شهداء على درب الحقيقة، وليُسجَّل اسمه في سجل الإعلام الفلسطيني الذي يدفع ثمن نقل الوقائع دماءً وأرواحًا.

مقالات ذات صلة

إنجازات رغم القصف

رغم الظروف القاسية، حقّقت الخامسة للأنباء إنجازات بارزة، من أبرزها:

• الحفاظ على استمرارية النشر ونقل الأحداث أولاً بأول رغم القصف وضعف الإمكانيات.

• كسر الحصار الإعلامي عبر توثيق جرائم الحرب.

• تحقيق انتشار واسع لتقاريرها المصوّرة والمكتوبة.

• التحوّل إلى مصدر موثوق للأخبار لدى الجمهور الفلسطيني والمتابعين.

أضحت الذكرى الرابعة للشبكة مناسبة لتكريم شهداء الكلمة والصورة، الذين حوّلوا مهنة الصحافة إلى فعل مقاومة، والكاميرات إلى أسلحة تواجه الرواية الزائفة للاحتلال. الشهيد سعيد الطويل وزملاؤه لم يرحلوا، بل تحوّلوا إلى رموز تلهم الأجيال القادمة من الصحفيين والمسيرة الإعلامية برمّتها.

اليوم، تواصل شبكة الخامسة للأنباء مسيرتها رغم الجراح، مؤكدة أن دماء شهدائها ستبقى وقودًا لإعلام المقاومة. وفي ذكراها الرابعة، لا يملك فريقها سوى أن يقطع وعدًا لشهدائه: “القلم الذي سقط من يد شهيد، سيحمله المئات بعده، دون تردد أو خوف”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى