محللون: إعلان حماس نيتها الإفراج عن الجندي الأمريكي الإسرائيلي، خطوة استراتيجية تعيد ترتيب مشهد التفاوض
وسط تباين التحليلات والمواقف
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

في خطوة أثارت تفاعلات واسعة، أعلنت حركة حماس نيتها الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، المحتجز في قطاع غزة منذ بدء الحرب، وذلك في إطار مساعي التهدئة والمفاوضات غير المباشرة الجارية بوساطة قطرية ومصرية. الإعلان قوبل بترحيب أمريكي حذر ورفض إسرائيلي أولي، وسط تحليلات متباينة بشأن أبعاده السياسية والإنسانية.
أبعاد الإعلان وموقف الأطراف
بحسب ما أوردته وسائل إعلام عربية وغربية، نقلت “حماس” رسائل إلى الوسطاء تفيد بأنها مستعدة لإطلاق سراح ألكسندر “من منطلق إنساني”، خاصة في ظل الضغط الأمريكي المكثف على إسرائيل للوصول إلى اتفاق يشمل تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. لكن إسرائيل ردت بتحفظ، معتبرة أن الإفراج عن الجندي دون صفقة شاملة قد يُضعف موقفها التفاوضي.
المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، آدم بولر، أعرب عن تفاؤله بعد اجتماعات عقدها في المنطقة، قائلاً إن “الاجتماعات مع ممثلي حماس كانت مفيدة للغاية”، وإن هناك إمكانية لهدنة طويلة الأمد تشمل ترتيبات أوسع، بشرط التزام الحركة بخطوات مستقبلية مثل التخلي عن السلاح.
قراءات تحليلية متباينة
تعددت آراء المحللين حول توقيت ودوافع خطوة “حماس”، ومدى ارتباطها بالضغوط الأمريكية والتحولات الإقليمية:
• سعيد زياد، الباحث والمحلل السياسي، اعتبر أن “حماس رمت الكرة في ملعب إسرائيل” بهذه المبادرة، لتظهر نفسها كطرف مسؤول وإنساني في ظل تصلب الموقف الإسرائيلي، في محاولة لتحسين موقعها التفاوضي أمام الرأي العام الدولي.
• د. مهند مصطفى، الخبير في الشأن الإسرائيلي، يرى أن نتنياهو سيحاول استخدام هذا العرض للمراوغة وكسب الوقت، دون الدخول في المرحلة الثانية من التهدئة، مستنداً إلى رفض داخلي متزايد لأي تنازلات.
• نهاد أبو غوش، المحلل السياسي المختص بالشأن الفلسطيني الإسرائيلي، لفت إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حول ضرورة الإفراج عن المواطنين الأمريكيين، تضيف ضغطاً سياسياً على إسرائيل وتمنح واشنطن حافزاً لزيادة انخراطها.
• جيمس روبنز، الباحث في المجلس الأمريكي للسياسة الخارجية، وصف المقترح بأنه “بادرة حسن نية من ترامب”، لكنه أكد أن واشنطن لا تزال ترفض الاعتراف بحماس كجهة شرعية للحكم في غزة.
• روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن، حذر من أن أي صفقة أمريكية منفردة مع حماس قد تقوّض الإجماع الغربي وتُضعف المعتدلين الفلسطينيين، واعتبرها “مقامرة سياسية”.
د.عزام شعت “الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني”، أكد ان الاتفاق المرحلي المؤقت والمتدرج لا “الرزمة الشاملة”.. عنوان لصيغة قديمة جديدة سوف تقبلها حماس رغم مواقف الرفض على امتداد الشهور الماضية وكلفتها العالية- في مقابل فتح خطوط التواصل والتأسيس لعلاقات مع الولايات المتحدة، وبعد هذا كله سننتظر حوافز ترمب ومكافآته للذين ساهموا في إنجاح زيارته إلى المنطقة..
وبعيدًا عن السياسة.. فوائدها، محاذيرها وتنازلاتها، فإن الاتفاق بأيّ ثمن وأيّة صيغة، أصبح مطلبًا مُلحًا لأهل غزة.
بين الحسابات السياسية والرهانات الميدانية
بينما تحاول واشنطن تحقيق مكاسب إنسانية من خلال تحرير مواطنيها، يبدو أن “حماس” تستثمر ورقة ألكسندر لتعزيز موقعها السياسي إقليمياً، في حين تخشى إسرائيل من أن هذه المبادرات الجزئية قد تضعف موقفها التفاوضي وتمنح حماس نقاطاً على الساحة الدولية.
وفي الوقت الذي يترقب فيه الجميع مآلات هذه المبادرة، تبقى مسألة الإفراج عن الجندي الأمريكي اختباراً لجدية الأطراف في بلوغ تسوية تُنهي الحرب المستمرة منذ شهور، والتي أودت بحياة أكثر من 41 ألف فلسطيني.