ثابت

من يمول المساعدات إلى غزة؟.. لغز المال وراء الخطة المثيرة للجدل

من يمول المساعدات إلى غزة.. أثار اليوم الأول لافتتاح مراكز توزيع المساعدات في غزة فوضى واسعة، وفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول جدوى الخطة، لكن السؤال الأبرز لا يزال دون إجابة واضحة: من يموّل هذه المساعدات؟

رغم إعلان مؤسسة GHF الإنسانية عن تلقيها تعهدًا بقيمة 100 مليون دولار من “دولة أجنبية”، إلا أن هوية هذه الدولة لم تُكشف. السفير الأمريكي لدى إسرائيل أشار إلى أن “عدة جهات” تعهدت بتمويل الخطة، لكنها لا ترغب في إعلان أسمائها في الوقت الراهن.

من جانبها، نفت الحكومة الإسرائيلية رسميًا أي علاقة لها بتمويل الخطة، لكنها لم تقدّم تفاصيل إضافية. ومع ذلك، زعم كل من زعيم المعارضة يائير لابيد وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان أن الأموال مصدرها إسرائيلي، مشيرين إلى تورط أجهزة أمنية في تحويل أموال حكومية إلى الخارج لتمويل المشروع – وهو ما نفاه مكتب رئيس الوزراء ووصفه بأنه “ادعاء كاذب”.

فوضى في الميدان

مع بداية تنفيذ الخطة، اندلع الشغب في أحد مراكز التوزيع بحي تل السلطان في رفح، ما أجبر طاقم شركة SRS الأمريكية على الانسحاب. شهادات محلية أكدت نهب الطرود المتبقية، رغم نفي مصادر إسرائيلية وقوع ذلك.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علّق على الحادثة قائلًا: “كان هناك فقدان مؤقت للسيطرة، لكننا استعدناها”، مضيفًا أن الهدف هو “منع حماس من استغلال المساعدات”.

أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش فاعتبر افتتاح المراكز “نقطة تحول ستقود إلى تدمير حماس”. في المقابل، رأت حماس أن الخطة تُستخدم كأداة أمنية ووسيلة ضغط، متهمة إسرائيل بالتحايل على الأطر الدولية لاستخدام المساعدات كجزء من إستراتيجيتها في الحرب.

من يمول المساعدات إلى غزة

خيوط إسرائيلية؟

تحقيقات صحفية داخلية وخارجية رسمت صورة مغايرة للرواية الرسمية. تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” كشف أن خطة المساعدات نُسجت منذ نهاية 2023 ضمن وحدة “منسق أعمال الحكومة في المناطق” التابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية، وأن مؤسسة GHF أعدّت وثيقة ترويجية تستهدف دولًا غربية ومؤثرين عرب لدعم المشروع.

أما “نيويورك تايمز” فكشفت عن مجموعة إسرائيلية غير رسمية تدعى “منتدى مكفيه يسرائيل”، ضمّت رجال أعمال وعسكريين مقربين من الحكومة، ناقشت الخطة قبل أكثر من عام. من بين الأسماء البارزة: يوتام كوهين – مستشار إستراتيجي نجل لواء متقاعد، أصبح لاحقًا مساعدًا لسكرتير نتنياهو العسكري، إضافة إلى المستثمر مايكل أيزنبرغ.

اختيار شركة التوزيع.. خارج الأطر الرسمية

صحيفة “هآرتس” كشفت أن اختيار شركة SRS لتنفيذ الخطة تم دون مناقصة رسمية أو موافقة من الجهات الأمنية، إذ تم تشكيل فريق خاص بقيادة العميد رومان غوفمان لاختيار الشركة، متجاوزًا وزارة الأمن ووحدة “متفاش”.

كما أظهر تحقيق لموقع “شومريم” أن مؤسسي GHF أغلقوا مؤخرًا الكيانين المسجلين في سويسرا وديلاوير، وأنهم الآن يديرون العمليات عبر كيان ثالث في الولايات المتحدة، لا تزال مصادر تمويله غير معروفة.

سؤال مفتوح

في ظل غياب الشفافية وتضارب الروايات، لا يزال سؤال “من يُموّل المساعدات إلى غزة؟” مفتوحًا، مع غموض يحيط بأهداف الخطة وأطرافها الحقيقية، وسط اتهامات سياسية متبادلة، وتخوفات من أن تتحول المساعدات إلى أداة صراع جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى